التعيين والتظاهر

الباب المفتوح 2020/09/16
...

نجم الشيخ داغر
عن أبي عبد الله الصادق (ع) انه قال: “العامل على غير بصيرة كالسائر على غير الطريق لا يزيده سرعة السير إلا بعدا”.
البصيرة هي قوة الادراك والفطنة او هي العلم والخبرة، وبهذا يكون معنى الحديث الشريف هو ان كل حركة، لابد من ان يسبقها علم ودراية وتخطيط، وإلا فإن غير هذا قد يؤدي بالانسان الى التيه والحيرة والظلال في متاهات الدروب، وكلما زاد السائر على حالته هذه من سرعته كلما زادت وبعدت المسافة بينه وبين
مقصده.
هذا الحديث ينطبق بالضبط على ما نشهده من تخبط حكومي في ما يخص مشكلة او ازمة التعيينات، فهي من جهة وعلى لسان الناطق باسمها تصرح بأن مؤسسات الدولة ليس بمقدورها استيعاب اي اعداد جديدة من الموظفين، بل انها تعاني اصلا من ترهل وظيفي، ومن جهة ثانية يلتقي رئيس الحكومة بالمتظاهرين ويصدر مرسوما بتعيينهم على ملاك مؤسسات الدولة.
نعم نحن مع توفير فرصة عمل لكل مواطن او مواطنة قادرين على العمل، ولكن لا بطريقة حل مشكلة وصنع اخرى ادهى وأمر منها.
انا لا أعرف ما السر الذي يجعل كل الحكومات السابقة ومعها الحالية، تتغاضى عن رؤية الحل الماثل امامها والذي يتحدث عنه اغلب العراقيين للانتهاء من مشكلة توفير الوظائف، هذا الحل المتمثل باعادة الروح للمصانع المتوقفة عن الانتاج ما يقرب من العشرين سنة !.
المصانع المشار اليها كانت توفر آلاف فرص العمل للشباب المتخرج، بل ان الامر وصل الى ان المواطن آن ذاك بات يبحث عن فرص اخرى خارج المجال الحكومي لرفع دخله
 الشهري.
ما الذي يمنع العراق بمسؤوليه من الالتفات نحو المصانع؟، هل يوجد فيتو دولي او اقليمي يمنع من ذلك؟، هل اتفق الجميع على جعل العراق سوقا مفتوحة لتصريف منتجاتهم الجيدة
 والرديئة؟.
المشكلة التي لا اجد لها حلا، ان المعامل الاهلية وفي خضم الوضع الاقتصادي الخانق ابان الحصار الاقتصادي كانت تصدر بضائعها الى خارج البلاد، فضلا عن رفدها السوق المحلية بها، فلماذا وقفنا عاجزين عن فتح مصنع واحد في ظل الميزانيات الانفجارية، التي كان ينعم بها
 العراق؟.
الحل يا حكومتنا الرشيدة يكمن باعادة الروح لصناعتنا المحلية واعادة فتح المعامل والمصانع، لأنها الكفيلة بحل اغلب المشكلات التي نعاني منها، فهي من جهة توفر لنا العملات الصعبة، التي تصدر خارج البلاد تحت حمى الاستيراد. 
ومن جهة ثانية تستوعب شبابنا وشاباتنا الذين بدأ اليأس يتسلل الى قلوبهم من توفر فرص عمل لهم من شأنها توفير حياة كريمة لأسرهم، هذا فضلا عن اشاعة جو من الامن وغلق الباب امام الحركات الارهابية، لكسب الشباب واطماعهم بالمال والثروة
 السريعة.