أبدى عدد من خبراء الصحة، قلقاً من تزايد أعراض اضطراب الوسواس القهري وسط بعض الأطفال واليافعين من جراء تكرار بعض إرشادات الوقاية من فيروس “كورونا”
وبحسب ما نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية، فإن بعض الأطفال صاروا يخشون الفيروسات بشكل كبير، خشية أن تتسلل إليهم وتصيبهم بالمرض
وتشير بيانات الصحة في الولايات المتحدة إلى أن اضطراب الوسواس القهري يصيب واحدا من كل ألفي طفل ويافع، وهذه النسبة مماثلة لإصابات داء السكري في هذا
العمر.
ويؤدي اضطراب الوسواس القهري إلى إزعاج الشخص المصاب بشكل كبير، كما يجعله رهينة لمخاوف وتصرفات غير مبررة.
وربما يقدم الشخص المصاب بالوسواس القهري على غسل يديه لعدد مبالغ فيه من المرات، إلى أن تظهر تشققات أو أن يتأثر الجلد.
وفي المنحى نفسه، قد يحرص على تنظيم بعض الأمور، وفق صيغة معينة من دون أن يكون ثمة مبرر لذلك، أو أنه قد ينام ويجلس في هيئة ما، بسبب هواجس تسيطر على نفسيته .
وبما أن الأطفال اضطروا إلى الدراسة عن بعد والبقاء في البيت طيلة اليوم، فهذا يعني أن أعراض الوسواس القهري تصبح أكثر شدة، لأن الطفل لا يخرج إلى اللعب والتفاعل مع زملائه وأصدقائه، أو القيام بأشياء طبيعية تنسيه الهواجس غير المبررة.
وقال الباحث المختص في الصحة النفسية بجامعة جونز هوبكينز، جوزيف ماكجير، إن الأشخاص المصابين بالوسواس القهري يبدون خوفا من مسألة انتقال العدوى بشكل
عام .
ويخشى الباحث أن تكون إجراءات الوقاية من كورونا عاملا للانتكاسة وسط الأطفال الذين كانوا قد شرعوا في تلقي العلاج النفسي، ثم جاءت أزمة الوباء.
وقالت مديرة قسم الصحة النفسية للأطفال واليافعين بجامعة جورج واشنطن، سوزان سونغ، إن الأطفال المصابين بالوسواس القهري أعربوا عن ارتياحهم خلال الشهر الأول من تفشي الوباء، والسبب، هو أن الجميع صاروا مثلهم تقريبا، أي أن “الهوس” بالتعقيم وغسل اليدين بات يشمل الكل، لكن الأمور تغيرت فيما
بعد.
وأضاف انه ما إن مرت أشهر قليلة على بدء انتشار الوباء، حتى تزايد القلق وسط الأطفال واليافعين المصابين باضطراب الوسواس القهري.