لماذا الدائرة الواحدة؟

آراء 2020/09/20
...

 حسين رشيد 
من أهم مطالب شباب تشرين إجراء انتخابات مبكرة، بعيدا عن سطوة المال السياسي، وترهيب السلاح والتزوير وشراء الاصوات، انتخابات ترسم طريق جديد للبلاد لأجل الخروج من المأزق الحالي، الذي لو استمر لن يكون بصالح أحد.
في ظل الازمة السياسية والمالية ليس من السهل اجراء الانتخابات المبكرة، فضلا عن الامور اللوجستية الاخرى الخاصة بعمل المفوضية، وقانون الانتخابات الاشكالي والذي مازال مثارا للخلاف بين القوى في اعتماد عدد الدوائر، فكل جهة لها وجهة نظر تتفق مع مصالحها الخاصة.
جل الدورات الانتخابية االماضية جرت بتعدد الدوائر باستثناء الانتخابات الاولى، التي كانت وفق الدائرة الواحدة اذ سمحت بفوز احزاب وشخصيات مدنية، لكن القوى المتنفذة والاحزاب الطائفية وعت الى تلك المسالة لتأتي بنظام الدوائر المتعددة، ونظام احتساب اصوات مجحف بحق القوائم الصغيرة والشخصيات المستقلة.
وفق نظام القائمة الواحدة لانحتاج لبرنامج احتساب الاصوات كما سانت ليغو يعمل بصفة (سارق) خفي، ولانحتاج لبرمجة حاسبات وعد وفرز يستمر لاسابيع، فلو جرت الانتخابات وفق نظام القائمة الواحدة ستعلن النتائج بعد يوم او يومين، ولن تكون هناك وصاية من زعيم او رجل دين على اعضاء البرلمان وتوجيه النواب وفق مصالح فئوية في رفض واقرار القوانين.
لنفترض ان (فلانا) رشح ضمن محافظة سيحصل على اصوات تلك المحافظة فقط وربما لايصل الى العتبة، اما اذ كانت البلاد دائرة واحدة، فكل ماسيحصده من اصوات في عموم البلاد ستحسب له وبذلك يكون قد نال اجماعا وطنيا، عكس المتحزب تجده يحصد اصوات حزبه وعشيرته المقربين في مدينته، ثم ينال حصة من اصوات زعيمه ليكون نائبا برلمانيا (مقيدا) بوصايا الزعيم على حساب مرشح اخر حصد اكثر اصواتا لكنه بلا زعيم.