تلاقي المضيفة الإمارات منافستها الهند اليوم الخميس في مواجهة مفصلية لمدربها الايطالي زاكيروني، وذلك ضمن الجولة الثانية للمجموعة الأولى في كأس آسيا 2019 لكرة القدم، في ملعب زايد الرياضية في ابو ظبي.
بعد التعادل 1-1 أمام البحرين افتتاحا بهدف متأخر من اللاعب البديل أحمد خليل من ركلة جزاء، يخوض المنتخب الأبيض مباراة صعبة أمام الهند الفائزة في الجولة الأولى على تايلاند 4-1، في نتيجة كلفت مدرب الأخيرة الصربي ميلوفان رايفاتش منصبه.
هل يكون زاكيروني، المتوج بلقب آسيا 2011 مع اليابان، ثاني مدرب يخسر منصبه بسبب البطولة؟ سؤال طرحته وسائل إعلام إماراتية، ومنها صحيفة «الرؤية» التي سمت بديلا هو الكرواتي زلاتكو داليتش الذي قاد منتخب بلاده لنهائي مونديال روسيا 2018، وسبق له تدريب نادي العين. لكن مسؤولين ردوا بتجديد الثقة بالمدرب الذي يتولى مهامه منذ تشرين الأول 2017. وقال إداري المنتخب عبيد هبيطة إن ما تردد عن احتمال إقالة المدرب «شائعات».
أضاف «فوجئنا بمثل هذه الأخبار التي تؤثر سلبا على اللاعبين»، متابعا «الثقة بزاكيروني ما زالت قائمة وندعمه لتحقيق نتائج إيجابية».
مباراة صعبة و«مصيرية»
ولم تقدم الإمارات أمام البحرين العرض المتوقع منها، وأكدت المخاوف بشأن أسلوب زاكيروني الذي انعكس عقما تهديفيا، اذ سجل المنتخب هدفين فقط من ركلتي جزاء في ست مباريات رسمية في إشرافه (خمس في «خليجي 23» والمباراة الأولى في كأس آسيا الحالية).
وخاض المنتخب في حقبة زاكيروني 19 مباراة رسمية وودية انتهت ست مباريات منها بفوزه، مقابل ست هزائم وسبعة تعادلات.
وستكون مباراة الهند الثانية بين المنتخبين في كأس آسيا، بعد أولى في نسخة 1984 انتهت بفوز الإمارات بهدفين نظيفين.
وأقر هبيطة بصعوبة المباراة ، قائلا «ليست سهلة. جميعنا رأينا الهند (أمام تايلاند) ويجب أن نكون في أفضل جاهزيتنا للمباراة التي ستكون مصيرية لنا».
من جهته، أكد المدافع فارس جمعة أن «الجميع على دراية تامة بأهمية المواجهة وصعوبتها، وضرورة تحقيق الفوز فيها لتعزيز حظوظنا في مواصلة مشوار البطولة»، معتبرا أن «منتخبنا قادر على استعادة توازنه».
ويغيب عن الإمارات لاعب الوسط سيف راشد لإصابته أمام البحرين، بينما ستستعيد المدافع اسماعيل أحمد الذي غاب عن لقاء الافتتاح، وسيكون المخضرم اسماعيل مطر متوفرا لزاكيروني بعدما أظهر لاعب الوحدة الذي خضع لعملية جراحية في عظمة فكه بعد كسرها مطلع كانون الأول ، جاهزية في التدريبات الأخيرة.
وعلى الرغم من استحواذها على الكرة بنسبة 64 بالمئة، الا أن الإمارات عانت أمام البحرين من غياب صانع الألعاب الملهم، في ما بدا تأثيرا مباشرا لغياب نجمها المصاب عمر عبد الرحمن. وقد يكون الاعتماد على مطر حلا لتعويض النقص، بعدما لم يتمكن خلفان مبارك من تولي هذا الحِمل.
وقد يتخلى زاكيروني عن اللعب برأس حربة وحيد كما فعل أمام البحرين، عبر الدفع بخليل الى جانب علي مبخوت، ليشكلا ثنائيا على أرض الملعب بعدما تقاسما بالتساوي آخر عشرة أهداف للإمارات في كأس آسيا.
وتأمل الهند في تحقيق فوز ثان يضمن لها عمليا بلوغ دور الـ16 للمرة الأولى في تاريخها، في مشاركتها الخامسة (حلت ثانية في 1964 التي اقيمت بمشاركة أربعة منتخبات فقط).
وعزز الفوز على تايلاند من طموحات منتخب بلاد تعد الكريكيت لعبتها المفضلة. والمفارقة أن الفوز في كأس آسيا، سبق بوقت وجيز إنجازا في الكريكيت بفوز أول منذ نحو سبعة عقود على أستراليا في سلسلة على أرض الأخيرة. وهنأ رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي منتخب الكريكيت عبر «تويتر»، من دون أن يتطرق لنتيجة منتخب كرة القدم.
وبمقدور لاعبي المدرب الإنكليزي ستيفن كونستانتاين الذي يتولى منصبه منذ 2015، أن يشدوا الأنظار اليهم في حال تأهلهم لدور الـ16.
وقال المدرب بعد الفوز على تايلاند «نحاول تحقيق الفوز في كل مباراة وأن نكون فريقا ينافس الآخرين، لكننا الآن لن نندفع في طموحاتنا».
وأضاف أن المنتخب سيحاول ضد الإمارات والبحرين «التأهل للدور الثاني، نحن أتينا إلى هنا من أجل ذلك».
وسيكون المهاجم المخضرم سونيل تشيتري (34 عاما) تحت الاضواء بعدما سجل هدفين من الرباعية من شباك تايلاند، رافعا رصيده في كأس آسيا الى أربعة أهداف (سجل هدفين في نسخة 2011).
البحرين في موقع أفضلية
وفي المباراة الثانية في المجموعة، ستكون البحرين مرشحة للفوز على تايلاند في حال قدمت الأداء ذاته الذي ظهرت به أمام الإمارات.
وامتازت البحرين بالواقعية في مباراتها الأولى على رغم ان نسبة استحواذها على الكرة بلغت 36 بالمئة فقط، الا أن محاولاتها الهجومية وصلت الى 13.
وزاد التعادل أمام الامارات من منسوب الثقة لدى لاعبي البحرين.
وقال المدافع حمد شمسان «حققنا العديد من المكاسب الفنية والمعنوية في الافتتاح. المباريات الأولى تتسم دائما بالصعوبة، ومع ذلك حصدنا نقطة جيدة أمام صاحب الأرض والضيافة».
ورأى أن على اللاعبين «التركيز على القادم الذي سيكون اكثر اهمية وصعوبة، خاصة مع اشتداد المنافسة في طريق التاهل الى دور الـ 16».
وستحاول تايلاند مداواة جراح الخسارة الأولى التي أطاحت برايفاتش، وسيقودها في ما تبقى من البطولة المساعد سيريساك يودياردثاي.