مباراة فيتنام أدخلت كاتانيتش أجواء البطولة الآسيوية مبكراً

الرياضة 2019/01/09
...

سلبيات اللقاء.. نظام اللعب وبناء الهجمات والاخطاء الدفاعية 
تحليل/علي النعيمي
في الوقفات الفنية السابقة حذرنا كثيراً من ان منتخبات شرق القارة اصبحت مؤهلة لإحداث المفاجآت وعمل الفارق بأية دقيقة وبأدوات بسيطـــة ووفق ستراتيجيــــة عملية وواقعية تتلاءم مع إمكانات لاعبيها بحيث تؤمن لها الخروج بنتائج إيجابية حتى لو كانت بقية المقارنات والعوامل تميل لصالح المنتخبات المنافسة كذلك أكدنا مراراً وتكراراً ان منتخباتنا الوطنية تعاني دائما مع أي فريق اسيوي لديه تنظيم عال في النواحي الدفاعية والهجومية بغض النظر عن الخصائص الفنية الأخرى وهذا ما حدث في سيناريو مباراة العراق وفيتنام التي تغلب فيها منتخبنا بثلاثة اهداف مقابل هدفين وشهدت هذه المواجهة العديد من المنعطفات الدراماتيكية بسبب الأخطاء الدفاعية الفردية والجماعية  بدءاً بنظام اللعب الذي اتبعه المدرب كاتانيتش سرعان ما عالج الموقف بنجاح بفضل جهود وخبرة اللاعبين والإفادة من البدلاء وإعادة تمركزهم ثانية في الميدان، مرورا بمعضلة بناء الهجمات وطريقة التحضير السلس انتهاء بطريقة التحرر من الضغط ولنا ان نعترف بان هذه النتيجة تعد مكسباً مهما وان النقاط الثلاث جاءت بشق الانفس.
بناء الهجمات
 في كل فريق أو منتخب يوجد صانع العاب يكون همزة الوصل بين المدافعين والمهاجمين ويقوم بتفعيل عملية الانتقال السريع عن طريق التنويع في التمرير وتوزيع الكرات من الخلف أو وسط الملعب والتحكم بإيقاع المباراة بحكم رؤيته الواسعة وقراءة جزئيات اللعب ومتغيراته الآنية ويمتاز أيضا بمهارة عالية في المراوغة والتوقع والذكاء الميداني وفي حال عدم توفر صانع الألعاب التقليدي يلجأ المدرب الى اسلوب لعب معين جماعي يسهم به اللاعبون بشكل متناوب على صناعة الهجمات عن طريق اللعب جماعي ويتم تحضير الكرات والبناء في مختلف أرجاء الملعب شريطة التقارب بين خطوط الفريق الثلاثة واللامركزية في التمركز والتحرك المستمر خلف الدفاعات لخلق الفراغ المثالي، وإذا ما قارنا الكلام اعلاه مع أداء منتخبنا الوطني في مواجهة فيتنام فان كتيبة كاتانيتش افتقدت لصانع الألعاب الديناميكي الذي يقوم بإمداد زملائه بالكرات والبناء المثالي للهجمات كذلك لم نلمس أي ستراتيجية او آلية بناء واضحة يتبادل على تطبيقها مجموعة من اللاعبين في وسط الميدان من أجل التحضير الجماعي للهجمة بسبب التجريب المستمر والتحوير في المراكز والتشابه في المزايا الفنية وقد اتضحت للجميع في الشوط  الاول لكن في الشوط الثاني وبعد مشاركة همام طارق وعلاء مهاوي بدأنا نلمس تحركات فعلية موظفة بالتزامن مع تحركات بشار رسن ومهند علي تقوم على تدوير الكرة ونقلها بشكل سليم وتحركات لاعبي الامام وخط الوسط واللامركزية في التموضع وشغل الفراغات بعد ان تم تقليل المسافات بين الخطوط الثلاثة بعد ما كان أسلوب نقل الكرات فقط الى الامام وعن طريق الكرات الهوائية المرسلة الى مهند علي.
 
نظام اللعب
في مباراة فلسطين التجريبية التي أقيمت في الدوحة قبل أسابيع طبق كاتانيتش نظامي لعب 4-3-3 و 4-5-1 وحاول الفريق العراقي خلال هذه المقابلة الودية تدوير الكرة بشكل مستمر ونقلها الى طرفي الملعب وفتح اللعب عبر تحركات همام طارق وعلي حصني ومهدي كامل في الوسط وقد اجتهد كل من صفاء هادي واسامة رشيد في تمرير الكرات القصيرة الى اللاعبين في الامام وبزخم عال بالإضافة الى دخول لاعبي الطرف الى داخل الثلث الدفاعي للفريق الشقيق ليفسحا المجال امام فرانس بطرس ووليد سالم لعمل الربط وعكس الكرات، وتوقعنا ان يدخل منتخبنا هذا اللقاء بنفس الأسلوب لكنه فاجأ الجميع بنظام 3-4-3وان سر دهشتنا يكمن بأن هذا النظام يطبق بشقين: الاول دفاعي النزعة عندما يتم اللعب بثلاثة قلوب دفاع وفي خط الوسط مع يوجد ظهيرين مدافعين ولاعب ارتكاز ومتوسط ميدان في الامام جناحان ومهاجم صريح اما في الشق الهجومي فان هذا النظام يطبق بثلاثة مدافعين ولاعبي وسط طرف بنزعة هجومية الى جانبها صانعي العاب وامامهم جناحين ومهاجم، بيد ان مدرب منتخبنا استعان بخمسة مدافعين أي ثلاثة قلوب دفاع هم فرانس بطرس ، وعلي فائز ، واحمد إبراهيم الى جانبهما علي عدنان في اليسار ووليد سالم في اليمين مع وجود صفاء هادي واسامة رشيد وفي الامام احمد ياسين وحسين علي ومهند علي وقد اربك هذا النظام الحسابات وكانت هناك ضبابية واضحة في فهم الأدوار الدفاعية وأهمها طريقة وقوفوهم وتنظيمهم الدفاعي في الخلف وأسهمت بتسجيل الهدفين في مرمى الحارس جلال حسن بسبب عدم تقدير مسافة القطع والضغط على حامل الكرة الفيتنامي وأين ومتى يتم اعتراض المنافس، فضلا عن عدم وضوح الأدوار الساندة المتعلقة بمراقبة لاعبي المنافس المتمركزين بين خطوط اللعب وقد سببت لنا المزيد من المشاكل علاوة على  طريقة فتح الملعب عند بناء الهجمات وتبادل الأدوار بين لاعبي الطرف مع الداخل واستلام الكرات في أماكن مختلفة وقد عالج السلوفيني الموقف بإخراج فرانس بطرس والزج ببشار رسن والعودة الى نظام 4-3-3  في ما تبقى من الشوط الاول.
 
التعامل مع الضغط
مرة أخرى يواجه اللاعب العراقي صعوبة بالغة في طريقة تعامله مع اساليب الضغط التي ينتجها  الفريق المنافس عليه سواء في الحالة الهجومية عند الشروع في الهجمة او عند التحول الى الحالة الدفاعية ما اثر سلبيا في مسألة الاحتفاظ بالكرة من مناطق مختلفة من ارجاء الملعب وقد شكلت هذه السلبية بعض الخطورة في النواحي الدفاعية كون الفريق الأحمر كان يجيد التحول من الدفاع الى الهجوم ونقل الكرة براحة تامة من جهة الى أخرى و مارس ضغطا جماعياً مؤلفا من ثلاثة لاعبين ضد أي لاعب عراقي وقد ساعدهم على ذلك تباعد الخطوط اللعب ما عقد من مسألة التحضير ونقل الكرة الى الامام و الرهان على اللعب الطويل وبشكل مكشوف الى المهاجم مهند علي لحين دخول همام طارق الذي لعب في جميع ارجاء الملعب وقدم اسناداً هجومياً ودفاعيا بشكل دائم.
 
زبدة القول
لقد وضعت مباراة فيتنام كاتانيتش في المحك الحقيقي وادخلته أجواء البطولة الآسيوية مبكرا ً ونجزم انه استفاد من درس المواجهة مع ذلك نجدد دعمنا ومؤازرتنا وثقتنا بأسود الرافدين ولدينا ثقة كبيرة بان سلبيات اللقاء الاول التي حدثت لن تتكرر في مواجهتي اليمن وإيران المقبلتين وان شاء الله يواصل منتخبنا مسيرته بثبات في هذا المعترك الاسيوي.