بغداد: سرور العلي 

 

عندما تقدم فرانك عامر (58)، عاما لطلب وظيفة سائق حافلة ذات طابقين في بريطانيا، لم يكن يتوقع أن يتم قبوله بسبب طوله، إذ يبلغ 4 أقدام و6 بوصات، وفرانك واسمه فائق هو عراقي الأصل من مدينة البصرة، هاجر إلى بريطانيا منذ أنْ كان عمره عشرين عاماً في سنة 1982، ودرس الهندسة الميكانيكية في جامعة برمنغهام.

وعن رحلته المثيرة، تحدث عامر لـ"الصباح": "عندما كنت في حالة صحية جيدة وكنت الابن الأكبر لأسرتي، لكن بعد أربع سنوات لاحظ والدي بانحناء أرجلي فذهبا بي إلى الأطباء ولكن دون جدوى، حينها بدأت التعلم والتكيف مع هذه الإعاقة الجسدية، وبدأت بتطوير ثقتي بنفسي والأيمان بقدرتي".

مضيفاً: "بعد سنوات تمكنت من إجراء عدة عمليات جراحية لاستقامة أرجلي، وتبديل عظام الورك وتخلصت من الألم الذي كان يصاحبني".

وأوضح "حين تقدمت للعمل كسائق حافلة أخبرت المدير بأنني لا أعرف إن كان بإمكاني حقا الوصول بقدمي إلى الدواسات، ومنذ أن جلست خلف مقود الحافلة ما زلت مستمرا في عملي".

وتابع "كنت أحرك المقعد بالقرب من عجلة القيادة لأخفي قدمي، لا أريد أن أظهر إمام الناس أنني لا أستطيع فعل ذلك".

ويعاني عامر من حالة تعرف بعجز "النمو الغضروفي"، وهو نوع شائع من التقزم لكن لم يجعل هذا الأمر يؤثر في أداء وظيفته، ونال عامر الذي يقود حافلته في مدينة چيچسترالبريطانية لقب أقصر سائق حافلة في العالم، ليظهر في أحدث نسخة من موسوعة غينيس للأرقام القياسية.

وعندما تكون قصيراً فمن المؤكد أنك تواجه صعوبات، لكني مقاتل، ولا أستسلم أبداً، وكنت أحرص دائماً على المضي قدماً مع الأمور، أنظر إلى نفسي دوماً على أنني إنسان طبيعي.

وأكد عامر، وهو متزوج من سيدة عربية ولديه ابنتان"اسرتي تشعر بالفخر والإثارة الشديدة لما وصلت إليه، وابنتاي هما مصدر بهجتي في الحياة.