حمزة مصطفى
في أمثالنا الشعبية نقول دائما "جاك الواوي، جاك الذيب" وهذا المثل لايعدو أن يكون كناية عن عدوين أحدهما شرس مثل الذئب والآخر خبيث مثل الواوي، وأمثالنا الشعبية تتحفنا دائما بما نريد توظيفه من أجل حل أو إيجاد حلول ولو وهمية لأزماتنا ومشكلاتنا حتى البسيط واليومي والعابر منها ومن جملتها المثل القائل "تريد أرنب أخذ أرنب تريد غزال أخذ أرنب"، وبينما لا أعرف سر التوظيف الدائم للحيوانات البريئة حتى الشرسة منها في مشكلاتنا وأزماتنا التي هي "معرة" مثلما تعرفون، فإن متوالية الأرنب والغزال هي كناية عن انعدام الخيارات، لا سيما حيال طرفين غير متكافئين، أحدهما قوي والآخر ضعيف، وطبقا لهذه القسمة الضيزى فليس أمامك سوى الأرنب سواء أردته أو لم ترده، أما الغزال فدونه خرط القتاد.
ماهي علاقة الواوي والأرنب والغزال بالراتب؟ العلاقة لها علاقة بأزمة العلاقة بين مجمل علاقات أوعلائق مثلما يقول البعض الدولة والناس الذين هم الشعب الذي هو أحد أركان العلاقة مع الأرض والسيادة والحكومة، فالدولة أية دولة ممثلة بالحكومة أية حكومة مسؤولة عن الشعب من الإبرة للمخيط، لكن هذا لا يعني أن الدولة والحكومات المتعاقبة لها منذ عام 2003 والى اليوم لاشغل ولا عمل لها سوى توزيع واردات النفط للشعب، وحسب آخر تصريح لأحد النواب أن الدولة تنفق سنويا 50 مليار دولار رواتب على
الموظفين.
طيب وهل كل الشعب موظفون؟ لا بالتأكيد ولكن يراد له طبقا لمعظم التظاهرات خصوصا ذات الطابع المطلبي أن يتحول الى موظفين. المشكلة أن الحكومة وبسبب إنخفاض أسعار النفط لم تعد قادرة على تأمين هذا المبلغ سنويا للأعداد الحالية من الموظفين. ماهو الحل؟ الاستثمارات لا غيرها، هي الحل الوحيد لدولة يفترض أنها غادرت ما يسمى الاقتصاد الاشتراكي العام بعد عام 2003. وإنها اليوم يفترض أنها انتقلت الى الاقتصاد الرأسمالي القائم على القطاع الخاص. والقطاع الخاص لايكلف الدولة فلسا واحدا، بل هو الذي ينفق لكي يربح، وأرباحه تزداد كلما توسعت مشاريعه، بينما الدولة تضع ما يأتيها من أموال النفط بـ (الصندقجة) للأجيال القادمة. وبذلك يسقط الواوي والأرنب
والغزال.