أربع قصائد

ثقافة 2020/09/27
...

أديب كمال الدين
 
 أجمل قصائد الحرف 
 
أجملُ قصائد الحرف 
تلك التي لا تعرفُ سببَ كتابتِها
ولا سببَ فرحِكَ بها
ولا تعرفُ بماذا ستنتهي.
مثلما لا تعرفُ
كيفَ بدأَ تدفّقُها نهراً
أحاطَ بكَ حدّ الطّوفان.
*****
 
سؤال الناي
 
يسألني النّاي عن معنى الحياة
ويلحُّ في السّؤالِ كثيراً.
فأجيبهُ: قُبُلاتُ حبيبتي.
فيبكي، يبكي طويلاً
حتّى أصبح أنا
الهواء الذي يتنقّلُ بينَ ثقوبه
وهو يحملُ أنينَ الدّموع.
******
 
إصبعان فقط
 
حينَ انتهت الحرب،
انتبهتُ إلى أنْ لم يبقَ في كفّي
سوى إصبعين فقط.
ضحكتُ وقلتُ:
لا بأس!
هذا يكفي لأكتبَ مرثيتي الهائلة
وأهجو مُشعلي الحروب،
أعني الطغاة الكبار أينما كانوا،
وخاصةً ذلك الطاغية البليد
الذي قطعَ أصابعي في معاركهِ الخاسرة
مُقهقِهاً في التلفزيونِ ليلَ نهار.
******
 
قصيدة للفرح
 
أعطني حرفاً
ونقطةً
وقلباً مَليئاً بأحلامِ الصِّبا،
وسأعطيكَ قصيدةً
تطيرُ منها الفراشات
طوالَ النّهار.
 
أعطني زهرةً
ونهراً صغيراً
وامرأةً تفترشُ العُشْب،
وسأرقصُ معكَ رقصةَ زوربا
إلى أن نسقطَ على الأرض
من فرطِ المَسرّةِ والضّحك.
 
أعطني شُبّاكاً وشمساً
وفجراً مَليئاً بالأمل،
وسأكتبُ لكَ
قصيدةً بالأحلامِ المُلوّنة
من الألِفِ إلى الياء،
قصيدةً لا تعرفُ الصَّدأ
حتّى لو صارَ عمرُها ألف عام.