النجاح والفشل

الصفحة الاخيرة 2020/09/28
...

احمد السعد
 
النجاح علامة واضحة للانجاز، وللتميز، ومن لا يملك هذه الصفات من الصعب عليه أن يحقق النجاح، وأن يدرك اسبابه، أو يتطور بالاتجاهات التي تعزز مسار نجاحه في ميادين اخرى، وللنجاح مستويات ومراحل ومواقع، فهي موجودة في المدرسة والعمل وفي السياسة والحب، وربما هي في كل الميادين التي يرتبط وجودها بالحياة، وبالحاجة الى قوة النجاح، وبالمقابل سنجد الفشل يعكس مظاهر الضعف والعجز وقلة قيمة الانسان في مجتمعه، وبقطع النظر عن الاسباب الحقيقية أو غيرها التي تساعد الانسان على النجاح أو تجعله فاشلا، فإن للواقع الذي يعيشه تأثيرا كبيرا في ذلك، لاسيما في ظروف مالية او سياسية او نفسية صعبة، التي قد تتحول عند البعض الى حوافز للنجاح، او الى اسباب محبطة
للفشل.
لكن خطورة فهم هذه الثنائية، واقصد النجاح والفشل، ترتبط بوجود عوامل خارجية ضاغطة، ومصالح وقرابات قد تؤدي الى فرض شروط، وتعطي امتيازات وفرصا تجعل من هذا ناجحا ومن ذاك فاشلا، وتعدّ الوساطات وغياب العدالة الاجتماعية، والرشاوى والفساد، من أكثر المظاهر الاجتماعية والممارسات السلوكية التي لها التأثير الواضح في هذا السياق، وطبعا سيكون لنتائج صناعة النجاح والفشل غير الحقيقيين تأثيرات كبيرة في الواقع، فالطالب الفاشل سيجعل من نجاحه المزيف سُلّما انتهازيا للحصول على مكانة غير لائقة به، وكذلك الموظف والمقاول والتاجر، وحتى السياسي، إذ ستكون تلك الفرص مجالات للفساد وللاثراء غير المشروع، ولانتهاك قيم الحياة، وبالتالي التأثير في مسار الحياة والخدمات والمشاريع والبرامج وتعريض مصالح الناس للاضرار في المجالات
كافة.
من هنا ندرك اهمية مراجعة كثير من ملفات النجاح والفشل، ليس لتغيير المعادلات، بل لمعرفة ارتباط ذلك بكثيرٍ من مظاهر الضرر التي جاء بها الفاشلون، وكثير من الحسرة التي افقدت الناجحين فرصهم الحقيقية في أن يكونوا في صدارة مجتمعهم، وفي خدمة مستقبله ونجاحه في تجاوز ازماته ومظاهر العجز  التي هي جزء من تضخم ظاهرة الفشل في حياتنا.