صناعة الحبال.. مهنة يدوية تقاوم الاندثار

الصفحة الاخيرة 2020/09/28
...

  بغداد: رشا عباس
  تصوير: نهاد العزاوي 
 
يجلس ناصر عبد الغني الزبيدي، في محله الذي بلغ عمره الخمسين عاماً، في الشواكة، متوسطاً رفوفاً محملة بحبال وأقمشة ورصاص يدخل في برمها، فضلاً عن ادوات صيد الاسماك.. يتأمل ناصر وجوه المارة، بحثاً عن زبائن اعتادوا نوع شباكه؛ فبين الذكريات الجميلة والحسرة عليها يقول الزبيدي لـ "الصباح" انه يعتز بتلك المهنة التراثية القديمة التي تركها الآباء والأجداد: "مصدر رزق للاسر" مؤكداً: "بالرغم من هجرة صناعها الملحوظة، اذ لم يبقَ سوى أعداد قليلة منهم، الا انني ما زلت انتظر نهضة تأخذ بيد تلك المهنة وتسترجع القها بين التراثيات القديمة". 
واضاف: "منافسة الحبال البلاستيكية والمصنعة آلياً اثرت في اصحاب تلك المهنة وجعلتهم شبه متقاعدين، متحسرين على موادهم الفائضة؛ فالعمل بات يرهقهم ويحط من رحالهم الى مهن اخرى" موضحاً: "المردود المادي لهذه الصناعة لا يساوي الجهد الذي يبذل فيها، لكن متانتها لا يضاهيها أي نوع من الحبال الموجودة حالياً في الأسواق".
واستذكر الزبيدي: "جمعت الاسر العراقية وهي تطرز بخيوطها اجمل الحكايات البغدادية ،اذ تنوعت باحجامها، فمنها ما يصنع من خيوط الغزل ومنها "البرشوت" وطرق استخدامها تتنوع بين الليل والنهار والمشاريع والبحيرات والمحافظات". 
الزبيدي لم يكتفِ بالحسرة على ما مضى، إنما بمساعدة ولده حيدر تمكنا من اخذ منعطف آخر والبحث عما هو مطلوب في الشارع، مبيناً: "في الآونة الاخيرة ازداد الطلب على السنارة للتنزه وقضاء اوقات بجانب البحر وممارسة هوايات الناس، بعيداً عن وباء "كورونا" وتداعيات الحجر المنزلي، فالشباب خرجوا باتجاه الانهار لصيد الاسماك وهذه خطوة جيدة لازدهار تلك المهنة وعودتها من جديد". وواصل: "البحر يعلم الصياد الصبر والايمان بما يأتي من غير نفور".
وفي الختام طالب الزبيدي الجهات المعنية بالالتفات الى قضية الصيد الجائر باستخدام الصعق الكهربائي والسموم، فهذا النوع غير قانوني ويقضي على الثروة السمكية من ناحية ويسبب مشكلات بيئية تؤثر في الانسان من جهة
 اخرى.