يخوض منتخبنا الوطني بكرة القدم مواجهته الثانية امام نظيره اليمني ضمن الجولة الثانية من بطولة كأس أمم اسيا المقامة حالياً في الامارات 2019 وسوف نتناول اليوم خلال هذه الوقفة التحليلية أبرز الملامح الفنية لمنتخب اليمن السعيد الذي انهزم في اللقاء الاول امام منتخب ايران بخمسة اهداف بعد أداء باهت شابه الكثير من الهفوات الدفاعية، وقد اخفق المدرب جان كوسيان في معالجتها الذي حل خلفا للإثيوبي إبراهام ميبراتو الذي اجتهد كثيراً في تطوير أسلوب اللعب وطريقة نقل الكرة بشكل سلس، ولم يغير المدرب الجديد كثيراً من التشكيل وقد احتفظ بالعديد من الوجوه التقليدية التي شاهدناها في بطولات الخليج العربي على غرار حراس المرمى محمد عياش، سعود السودي وسالم الهارش ومهاجميه علاء الصاصي ومحسن القروي، والجناح الخطير احمد السروري وعبد الواسع المطري وكلاهما يجيدان التحرك وتغيير المراكز باستمرار بالإضافة الى لاعبي الوسط حسين احمد واحمد سعيد، او أحمد ضبعان واحمد الحيفي والمدافعين الظهير المميز محمد با رويس ومدير عبد ربه ومحمد فؤاد، وعلاء الدين نعمان واخرين.
نظام اللعب والتحضير
يلعب الاشقاء بنظام لعب 4-4-2 التقليدي ويبدأ معظم هجماته من الخلف مروراً بخط الوسط انتهاء الى الامام ويحاول تدوير الكرة في جميع ارجاء الملعب والتحرك والاستلام في الفراغ عبر التمريرات الأرضية القصيرة او يميل إلى اللعب الطويل في طرفي الملعب والاعتماد على السرعة الانفجارية للجناحين لعماد منصور وعبد الواسع المطري او أحيانا احمد ضبعان، فيما يتحول علاء الصاصي الى محطة لتمرير الكرات الى المهاجم احمد السروري او الثنائي المطري ومنصور وعادة ما توكل مهمة تحضير الهجمات في وسط الميدان إلى أحمد الحيفي او وحيد الخياط، وفي حالة مواجهة الفرق التي تمتاز بسرعة التحضير فانه يلجأ الى الزج بمدافع خامس (ارتكاز دفاعي) وهو الدور الذي يؤديه اللاعب عمار حمصان وان اغلب مسارات التمرير تكون في طرفي الملعب ، لكنه افتقد هذا الأسلوب في مواجهة ايران وعانى من سوء التحضير ونقل الكرات بشكل سلس بسبب الضغط المتقدم الذي مارسه الفريق الايراني ومحاولة افتكاك الكرة والحيازة بأسرع وقت ممكن، لذلك فقد بدا الفريق متذبذبا في مستواه ،على الرغم من التجانس الذهني والخططي بين اللاعبين وقد منح الاشقاء هذه المواجهة الى ايران بسهولة ولم نشهد انضباطا خططيا في أداء الواجبات.
فقدان الكرة
في المواجهة السابقة عانى الفريق اليمني من مشكلة بناء الهجمات ونقل الكرات الدقيق الى الامام وان معظم الكرات المشتركة صبت لمصلحة المنتخب الايراني في وسط الملعب، ومن النقاط المشخصة ايضا أن معظم الأهداف التي ولجت شباكه كان سببها الرئيس هو الحارس سعود السوادي، وهنا تكاد تكون الفرصة سانحة لمهاجمينا في استغلال مهاراتهم العالية في التسديد القوي والمباشر من خارج منطقة الجزاء او حتى لعب الكرات الهوائية العالية والمعكوسة إلى منطقة الست ياردات أو لعب الكرات «تشب بول» في الانفراد مع الحارس وكانت جهة اليمين مسرحاً للهجمات الايرانية اذ لم يستطع عماد منصور ومحمد با ريس واحمد الحيفي الحد من خطورة الظهير حاج صافي وطارمي واميري وقد شكلت هذه الجهة 63 % من الفعالية الهجومية لكتيبة كيروش التي بلغت 154 تمريرة في الامام أي في ثلث الدفاع اليمني منها 23 مناولة كانت داخل منطقة الجزاء كذلك لم تكن هناك أي فعالية هجومية للمنتخب الأحمر في المواجهة الماضية اذ حصل على 16 محاولة هجومية شهدت تسديدة واحدة على المرمى وهجمة مرتدة واحدة .
التنظيم الدفاعي
مشكلتان بارزتان تظهران في المنظومة الدفاعية اليمنية الاولى تكمن في سهولة اختراقه والتمرير من العمق ولعب الكرات البينية لمهاجمي الفريق المنافس خلف المدافعين، بسبب سوء التغطية وغياب الضغط على اي لاعب قريب من حامل الكرة مع وجود مساحات كبيرة بين قلبي الدفاع مدير عبد ربه ومحمد فؤاد او عمار حمصان من جهة او بين الظهير وزميله المدافع القريب من حارس المرمى، اما المعضلة الثانية فتتلخص بغياب المراقبة الفردية من قبل لاعبي الارتكاز عند قوس الجزاء لحرمان مهاجمي المنافس من امكانية تفعيل الهجمة وتحديداً استلام الكرة بين خطوط اللعب من دون أي مراقبة فردية او ضغط وهذا ما مكن كلا من مهدي طارمي وازمون واميري واشكان من استلام الكرات في مناطق فعالة والإفادة من الفراغ الواضح بين خطوط اللعب او خط الدفاع أي المنتخب اليماني كان يتكتل الى الخلف ويشكل زيادة عددية من دون أي فعالية واضحة تتعلق بتطبيق أساسيات الدفاع وحرمان المنتخب الايراني من سهولة التحضير وتمرير الكرة، وهذه نقطة يجب الافادة منها بغية التمرير وتفعيل الهجمة بالقرب من منطقة الجزاء او الفوز بالكرات المقطوعة من الخصم التي تعرف (بالكرة الثانية)، بسبب غياب واجبات الاسناد الدفاعي الفعلي من قبل لاعبي الوسط وتوفر مساحة مثالية للاختراق والتحرك في ظل وجود لاعبين مهاريين على غرار علي حصني وبشار رسن وهمام طارق ومهند علي يملكون السرعة والمهارة إضافة الى الحل الفردي.
زبدة القول
ان تاريخ اللقاءات بين البلدين واستمرارية المنافسة ومعالجة المدرب كاتانيتش للهفوات السابقة عوامل تميل لكفة منتخبنا وسوف يكون السيناريو المتوقع لهذه المواجهة، انتهاج الفريق اليمني النزعة الدفاعية الصارمة مع الزيادة العددية في الخلف لتعقيد الموقف وخفض إيقاع اللعب وإرغام لاعبينا على الحلول الفردية في مناطق متعددة من الملعب، لكن تلك المنهجية المفترضة سلاح ذو حدين كون أن الفارق البدني والتوظيف الأمثل للمهارة والسرعة والاختراق من حالة (لاعب ضد لاعب) خيارات مناسبة لخطي الوسط والهجوم تصب لمصلحة اسود الرافدين لكن شريطة العودة الى أسلوب التحولات السريعة من الدفاع الى الهجوم وتقارب خطوط اللعب ولعب الكرات القصيرة في ملعب المنافس والتمركز السليم بين خطوط اللعب والتحرك في الفراغات وسحب المدافعين واللامركزية في الامام تسهم بتفكيك الدفاعات اليمنية وتمنح الحلول والخيارات لرباعي خط الوسط في انهاء الهجمات.