بحزنك تُستفزُّ قبابُ صمتي
وروحي بالقصائد تستباحُ
ويسكن وحيُ قلبِكَ عينَ قصدي
ويخفق دامعاً بدمي الجناحُ
أسوق سحائبي وقطيعَ برقي
فيرعى عتمةَ الحزن اتضاحُ
أصيح أصيح، ثم أكفُّ رعدي،
وآفاقٌ على رأسي جماحُ
أصيح فتنتمي لدمي المرايا
وتُلهيني مواجعُك الفصاحُ
أعوذُ بنورِ دمعِكَ من ظلامي
فتورق فيَّ أفكارٌ مِلاحُ
أخاف على بذور الدمع تنأى
إذا عصفتْ على المعنى الرياحُ
أخاف على حشود الدر، خجلى
تغادرها سفائنُك الصّحاحُ
أكلّمُ عن مواجعك انتمائي
وعن موتٍ يمرنُه النّجاحُ
وعن عطشى يلذّ لهم ظماهم
وما لغواية النهر استراحوا
إمامُ الماءِ والمَعنى المُعنَّى
وتاريخٌ تهجّاه الصّباحُ
إمام الدمعِ، يفقه كسرَ قلبي
ففي جوف العظام له انزياحُ
تكربَلَ، كانت الأصنام تسعى،
بحبرِ يديهِ بلَّلَهم فطاحوا
يصول وفي يديه بذورُ عصرٍ
لأنَّ فراتَه دمُه المباحُ
ويسمع في مدى الأصلاب تسعى،
سلالاتٌ يُلحِّنُها النُّواحُ
تُفسّرُ في ملامحه العطاشى
وحول خطاهُ أنهارٌ تُزاحُ
يدور الموتُ حيث يدور حتى
كأنَّ الموت تسعفُهُ الرّماحُ
يسيرُ ويمسك الآفاقَ خطواً
وينهشُ إثرَ خطوته النباحُ
ويطلقُ في المسامع كلَّ صقرٍ
من الأحلام، والأفكارُ ساحُ
به هتفُ المنائرِ والمنايا
وأحلامٌ عميقاتٌ وضاحُ
بقربته مياهُ وجوهِ أهلي
أراقَ السّهمُ أعينَّهم فصاحوا
لهذا كلَّما ظمأٌ تجلَّى
جباهُ الأهل تتلوها الجراحُ