هموم وجماليات البث المباشر

الصفحة الاخيرة 2019/01/11
...

بغداد/الصباح
العمل الميداني، أثناء البث المباشر، فرصٌ لاختبار رصانة الأداء، خارج الاستوديو الذي يحتمي فيه الفنانون والفنيون والإعلاميون، من احتمالات الخطأ بإعادة التسجيل.. الـ»SNG» سيارة النقل الخارجي، تضع المراسل والمصور ومخرجي البث.. المرسل والمتسلم، بمواجهة المشاهد، من مصدر الحدث.
ونحا المخرج أحمد جبار، من تلفزيون «العراقية» في شبكة الإعلام العراقي، على الظروف المناخية المعقدة.. صيف شتاء، في البلاد: «النقل الخارجي، عبارة عن سلسلة معوقات، لا تسهيلات فيها»، موضحا «غالبا تلك المعوقات منوطة بفصول الصيف والشتاء، التي لا تتوفر واقيات لحماية الأجهزة من لفح الحر وقرس البرد».
وأضاف «تتضافر تلك المعاناة مع زحام الشوارع والموافقات الرسمية واجتهاد السلطات إزاء منظر الأجهزة والكاميرات».
كل هذا العناء يذوب في جماليات العمل، إذ قال المخرج جبار: «دخول الحدث ونقل الصورة، يمحو العناء ويزيح التعب، خاصة في حالات نقل مباريات كرة القدم، المقرونة بفرح الناس، أو مشروع يخدم الناس أو حفل يشيع البهجة في النفوس»، مبينا «يمتاز النقل المباشر بالحاجة الماسة لسرعة البديهة وحسن اختيار مواقع الكاميرات بحذر يضمن وضوح الصورة واستمراريَّة بثها، مع حماية الأجهزة من العوارض».
وأشار الى أنواع من العوارض «انقطاع الكهرباء أو وصلات النقل أو دخول شخص غير مطلوب أو حمايات المسؤولين الذين يبدون تصرفات شخصيَّة لا تليق بدولة متحضرة»، مفيداً «المهندسون والفنيون في سيارة النقل أو المخرج في استوديو البث يتلافون تلك المواقف».
يتألف فريق العمل، في النقل الخارجي، من مجموعة من المصورين، يحددهم رئيس قسم التصوير.
كل واجب ميداني يكلف به المهندس علي جواد، يشعر بتحدٍ: «يتأصل العمل بلذة التواصل مع الناس من خلال نقل الصورة من قلب الحدث، في المكان، ميدانياً، الى تلفزيونات البيوت»، متابعاً «أعمل كالمبتدئ لأثبت ذاتي في كل واجب، وكل واجب يشكل تجربة لها خصوصيتها».
يرى المهندس جواد، أنَّ كل ضغطة زر موفقة تنسيه قلق العمل: «في كبسة الزر تلك، بداية ونهاية»، مواصلا «أتمسك بالهدوء، في تلافي أخطاء زملائي ولا أرتبك، حين تنطفئ الكهرباء ونلجأ الى المولدة، وأحياناً نتلقى تعليمات غير قابلة للتنفيذ ميدانياً؛ فيتعذر علينا الشرح، ريثما نعود الى الشبكة ونوضح الأمر؛ فيتفهم المسؤولون، أنَّ ما كل ما يتمنى المرء يدركه».
تخصص أحمد كسوب، بالتصوير الميداني، مع الـ «SNG»: «تظهر قدرات المصور في التصرف السريع، ملاحقاً الحدث، برغم المعوقات فهي ليست عذراً لتبرير القصور، إنْ وجد لا سمح الله، يشكل التلفزيون فريق عمل بنا، فنذهب لنرسل مادة لا نقبل على أنفسنا سوى ذلك».
شكا سائق سيارة الـ «SNG» أحمد رياض «الزحام والحوادث، مرة اصطدمنا بدورية الشرطة وغرموني، وفي الموصل انفجرت عبوة على السيارة، فصلحتها من نفقتي الشخصية».