ميشغان/ لمياء نعمان
انتهت أحلام الفتاة العراقية بالزواج من شخص قادم من خارج الوطن ذي مواصفات لفارس الأحلام ..ففارس الاحلام هذا لا يحتمل تكاليف ومصاريف ومعاملات رسمية وانتظارا للحصول على زوجة من العراق فهذا ما يكلفه الكثير، لذا يحاول إيجاد عروسة من داخل مدن اقامته...
وللننظر الى معاناة أم احمد المقيمة في شيكاغو فقد حاولت التمسك بفتاة من أقربائها وتزويجها لابنها زيد، لكن عراقيل لم الشمل تحتاج لوقت طويل يصل الى العام، وحتى لو جاء للعراق وتزوج فسيكون هناك حتما طفل جديد لهم وهذا ما سيجدد معاملة لم الشمل للصغير، لذا كانت حائرة كيف تقوم بتزويج ولدها، مع ذلك ظلت تطلب هذه وتلك من الأقرباء والمعارف لكنها تواجه المعارضة والرفض من قبل أهل الفتيات اللواتي تبغي خطبة أحدهن لابنها، فهم لا يحبذون سفر بناتهم للخارج، مما يعني الغربة ونفي ابنتهم الى خارج الحدود، فهم يفكرون لو حصلت مشاكل كيف يتم حلها فهم غير موجودين لمساندة ابنتهم، لذا كان الرفض للفكرة أصلا وعدم الرغبة في تزويجهن ليذهبن للمصير المجهول...
بعد عام من البحث المتواصل وصلت أم احمد الى نتيجة، عليها البحث عن فتاة تقيم في اميركا لحل المشكلة وهي لا ترغب بذلك وبعد نقاشات طويلة وجدت ضالتها أخيرا عن طريق المعارف، فتزوج زيد منها وانتهت القضية فكلاهما يحملان الجنسية الاميركية ولم تكن هناك معاملات لم الشمل ومقابلات وسفر وتذاكر سفر ووو ..الخ،
هذا حال من يبحث عن عروس أو عريس خارج الوطن وعلى ما يبدو أن فرص الزواج شحيحة للغاية، خاصة للفتيات هناك وهذا ما يحصل أيضا في السويد، أستراليا ،الدنمارك والنرويج والمانيا....
وحسبما تشير أم احمد الى أن المغالاة في المهور قليلة نسبيا للعراق ولا نحتاج لحفلة والقاعة الكبيرة والذهب المبالغ فيه وعلى الأسرة العراقية المقيمة هنا أن تهتم بعمل العريس واقامته وأن يكون حسن الخلق ولديه عمل يعتاش منه اضافة للسكن.. والفتيات هنا لا يحتجن للهروب من واقع العراق والتباكي على الاهل والاطلال، فهي تعيش النظام الاميركي ومعتادة عليه ...لذا وفقنا في إيجاد عروس لابني... لكن ابنتي ما زالت تنتظر أن يدق أحد بابها، فهي ما زالت غير متزوجة ومن الصعوبة إيجاد عريس لها ونحن لا نمتلك علاقات اجتماعية مع الجالية العراقية المنتشرة في شيكاغو.
أريج علي مقيمة في ميشغان ..توضح أن هناك كروبات نسائية عائلية عراقية خاصة للخطبة لغرض تزويج البنات أو الشباب وهي محصورة بين المعارف والصديقات، وتطرح أحدهن أن لديها أخا أو أختا تحبذ تزويجهما وهكذا بحيث لا يؤثر في مشاعر الراغب في الزواج والكثير منهم تزوج والحمد لله....وعلى العموم كما أوضحت أن فرص الزواج هي قليلة قياسا للعراق، لقلة المعارف والعلاقات الاجتماعية وانشغال الأغلبية بالعمل والحصول على لقمة العيش... وتقول السيدة ولاء الدليمي المقيمة في لانسنغ بأن هناك من يستخدم صيغة الزواج لغرض الهجرة من بغداد لأميركا أو اي دولة أخرى من العالم ويكون الزواج شكليا ومقابل مبلغ من المال يصل الى 20 الف دولار ،ويتم ذلك وتجري معاملة لم الشمل عن طريق القنصلية أو السفارة في بغداد أو تركيا أو عمان، أو ايران وتحصل الزوجة على الفيزا ويشترط بقاؤهما سنتين ومن ثم يحق لهما الانفصال حسب الاتفاق المبرم بينهما أو يكون الزواج أصوليا ويستمران في حياتهما كزوجين يحبان
بعضهما ...
وللأسف كما أشار سعد الجلبي (أبو أيمن) هناك مشكلة جديدة يقوم بها العراقيون المتزوجون القدماء أي العوائل فهم يحاولون الحصول على مبالغ من الحكومة بشكل غير شرعي لذا يقومونا بتطليق زوجاتهم للحصول على اعانات مالية وعينية وشقة وراتب للزوجة وهم مطلقون أمام الجهات الرسمية فقط لكنهم يعيشون مع زوجاتهم بشكل طبيعي لأن المطلقة تحصل على كل الامتيازات والحقوق حتى أنها تحصل على شقة جديدة يتم تأجيرها للحصول على بعض الدخل المالي الجديد وهذا ما يسبب احراجا كبيرا وسمعة غير طيبة للعراقيين ويسيء الى قدسية الزواج
أصلا...
يشارك السيد بدر الفيلي بالحديث ..ويذكر أن الكثير من الشباب الذين يعرفهم يتزوجون من أميركية أو اجنبية ربما كما يقول زواج مصلحة أو بسبب الوحدة أو الحصول على مكان آمن ومريح وهذا الزواج لا يكلفه الكثير من المال، لذا يختارون الطريق الأسرع وتكوين عائلة اختصارا للعراقيل الحياتية ...
أما السيدة ايثار الحريشاوي، فهي تتحدث عن عوائل تتواصل مع بعضها لغرض جمع (رأسين بالحلال) وذلك عن طريق تجمعات العراقيين في المناسبات أو بعد صلاة الجمعة في مدينة لانسنغ أو شيكاغو وحسبما تشير بأن التقاليد العراقية ما زالت تحكم أغلبية العوائل العراقية في قضية الزواج، فيتم البحث عن العروس أو العريس من خلال تكليف العوائل بإيجاد المناسب منهم للزواج حتى لو في ولايات أخرى من اميركا، فيحصل التقارب في وجهات النظر والتعارف بين العوائل ومن ثم التفاهم بين الشاب والفتاة ومن ثم الخطبة والزواج ... وذكرت السيدة إيثار بأن الزواج كما شاهدت بعض الزيجات التي حصلت في مدينتها بأنه مكلف، والزوجة تبحث عن المهر والذهب وقاعة للعرس وبيت للزوجية ..لذا نرى الكثير من الشباب يعزف عن الزواج، خاصة لمن لا يتوافر لديه
المال ..
لذا ومن هنا ستبقى احلام الشاب والفتاة احلاما وردية لا تصل للواقع ويمكن تجاوزها برفض الشكليات والماديات ان كان على أرض الوطن أو خارجه لغرض تكوين بيت صغير مستقر يلم احلام شبابنا ويبنون بيوتا صغيرة نافعة للمجتمع الكبير..