يقال إن الصيني اذا اراد ان يدعو على شخص يكرهه يقول اتمنى ان توجد في زمن تجري فيه تحولات سياسية او اجتماعية كبيرة، ربما تبدو هذه فكرة غير واقعية بالنسبة لشخص يعيش في سويسرا او فلندا، لكن هل سيكون لهذا الدعاء الصيني المعنى نفسه لشخص يعيش في زمن جرت وتجري فيه تحولات خطيرة، وصراعات سياسية لا تتوقف.؟ الاجابة واضحة للجميع كما اظن.اعني ان مذاق الحكمة الصينية سيكون مرا عند شخص يواجه الفوضى السياسية، وما تؤدي اليه من مشكلات لا حلول لها.
أظن أن الصين عصرت كل خبرتها الثقافية لتعطينا اغرب حكمة على الاطلاق، وانا اسمي هذه الحكمة بالدعاء الصيني ذلك لان الانسان حين يواجه تعقيد السياسة سيدرك انه شخص اخر يريد الاستقرار والراحة لكن دون ان يحصل عليهما.
أظن أن صينيا دعا عليّ بحيث وجدت نفسي وسط هذا الصراع السياسي الذي نعيش فيه.
لنقف قليلا عند نقطة محددة وهي: الا يكفي كل ما حدث لتتفق الكتل والقوى السياسية على وضع حد لكل ما يجري من فساد ومحاصصة ومصالح لن تقود البلد الا لمزيد من الخراب.
منطقيا حين يكون الجميع في خطر فان المصلحة تقتضي ان يتفق من بيده القرار على التفاهم وتجاوز كل نقاط الخلاف.؟ الا يقول المنطق هذا؟
اعجب كيف يمكن ان تختلف القوى السياسية كل هذا الوقت على قانون الانتخابات، وينشغل الجميع بقضية الدوائر المتعددة او الدائرة الواحدة او غير ذلك، قد يكون هذا الخلاف عاديا في ظل وضع سياسي اخر، لكن التحديات التي تواجه الجميع ليست بالهينة، ذلك لاننا نواجه تحديات سياسية واجتماعية ومالية وصحية، وهذا كله هو ما عناه الصينيون من ان اقسى ما يمكن ان يواجهه الانسان هو هذه الاضطرابات التي قد تذهب بكل شيء، ولعل افضل الحلول للخروج من الوضع الحالي هو اتفاق القوى والاحزاب جميعا على تقديم المصلحة العليا لنتجاوز هذه الازمة الخانقة التي نمر بها، واذا لم تؤخذ هذه الظروف وتداعياتها بعين الاعتبار، فلا أظن أننا سنكون في وضع افضل مما نحن عليه الآن.
الاتفاق اذا هو الحل الافضل، ولا خيار غيره.