السيولُ والأمطارُ تنعشُ عملياتِ حصاد المياه

ريبورتاج 2019/01/11
...

بغداد / سها الشيخلي 
تصوير/ خضير العتابي
اجتاحت الكثير من القرى والمدن العراقية مؤخرا سيول عارمة، كان من شدتها انها أودت بحياة البعض من المواطنين، في الوقت الذي كانت فيه البلاد قبل شهور تعاني الجفاف وشح المياه، فهل هدرت هذه المياه التي جرفت المدن والقرى وعدت بعضها مدنا منكوبة، أم تم تخزينها ؟ وهل تتوقع الجهات المعنية سيولا اخرى قادمة في هذا الشتاء
تحدث لصحيفة" الصباح" عن هذا الأمر مديرعام الهيئة العامة للسدود والخزانات في وزارة الموارد المائية المهندس مهدي رشيد موضحا:
 كل السيول ومياه الامطار تم خزنها ولم يتم التفريط بقطرة واحدة منها، والحديث عن اهمالها حديث عار عن الصحة، والدليل ان  منسوب مياه  دجلة ما زال ثابتا، لأننا نواصل السيطرة على الاطلاقات والتوزيعات عن طريق منشآت السيطرة المركزية في مناطق سامراء والثرثار، فكل كميات المياه القادمة من الشمال ومن خارج الحدود ومن الصحراء الغربية وعلى حوض نهر دجلة تم خزنها في سدود دربندخان ودوكان وسد الموصل، اضافة الى بحيرة الثرثار، اما في حوض الفرات، فتم خزن المياه في بحيرة سد حديثة وفي الحبانية، وساعدت الاطلاقات المائية لتغذية نهر الفرات ونهر دجلة على تلبية متطلبات مياه الشرب، كما اسهمت في تدعيم الزراعة وزيادة رقعتها، وكنا نعمل على تغذية النهر لديمومة ايصال مياه الاسالة لجميع المستخدمين.
 
سيول الجوار
 ويضيف رشيد:
اما في ما يخص السيول التي وردت من الجارة ايران في المنطقة الشرقية فقد تم خزنها في هور الشويشة وفي هور الحويزة، وقد جرفت بعض القرى للاسف، وهذه القرى تقع في اطار السكن العشوائي في حوض مجرى السيول، وكوزارة موارد مائية لدينا توقعات من خلال التعاقد مع دائرة المسح الجيولوجي الاميركي والتي تشير لستة ايام قادمة حول كمية الامطار والسيول التي قد ترد، ونعمل على تحذير المحافظات ونبلغهم بانذار مبكر قبل ستة أيام بتوقعاتنا للامطار والسيول، وهناك تنسيق ما بين وزارة الموارد المائية ومكتب رئيس الوزراء ومركز العمليات الوطني الذي يقوم بدوره بارسال رسائل تحذيرية الى الجميع.
 وناشد رشيد الحكومات المحلية بالاستجابة لهذه الرسائل وتوعية المواطنين لاخلاء مجرى السيول، لانها تتسبب باضرار في بعض المناطق وتخلف ضحايا ايضا، وتقع المسؤولية على الحكومات المحلية، وللوزارة فروع في كل المحافظات، وكان لها دور كبير في تسليك الموجات الفيضانية بخزنها وتقليل اضرارها.
 وأكد رشيد ان هناك معابر كثيرة في مناطق شرق واعالي الموصل  دمرتها التنظيمات الارهابية، وهي في مرحلة الاعمار حاليا، وهذا ما تسبب بعض الاشكالات من ناحية التسليك، اما المناطق الاكثر تضررا من السيول، فهي في الموصل وفي اقليم كردستان وفي منطقتي ديالى ومندلي وهي متوقعة، وتعد هذه السنة رطبة اعتمادا على مؤشراتها ايجابية، والمهم هو تخزين كل هذه المياه في خزانات السدود والبحيرات، ولدينا خزين مياه تجاوز الخمسة مليارات متر مكعب، ونحن على استعداد لخزن كميات اكبر ولدينا فراغ خزني يتجاوز الـ 140 مليار متر مكعب، والان ليس لدينا سوى 10% من هذا الخزين، ولبحيرة الثرثار طاقة خزنية تصل الى 40 مليار متر مكعب، وقد بدأت الخزانات في الموصل ودوكان وحديثة والخزانات الاخرى تنتعش، ولكن الفراغ  الخزني ما زال كبيرا وما زلنا في حوض دجلة نأخذ احتياطاتنا، لان الجانب التركي لم يناقشنا في املاء" سد اليسو" وكان من المفروض ان يتم الاجتماع لمناقشة خطة الاملاء في 2/11/2018، ولم يحضر الجانب التركي هذا الاجتماع وكان لنا لقاء مع السفير التركي، لان عملية الملء دون الاتفاق مع الجانب العراقي سوف تسبب اضرارا كبيرة . 
وبين رشيد:
 ان هذه المياه المخزونة هي لتبية جميع الاحتياجات ومياه الشرب لها الاولوية، وهناك تقنين في الخطة الزراعية ولكنه لا يوجد في مياه الشرب، ومن المهم التأكيد ان السيول سوف تغذي المياه الجوفية ايضا، ويوجد في العراق (11) سدا في المنطقة الغربية و(4-5) سدود في المنطقة الشرقية وفي الانبار لدينا اكثر من (4)سدود ونعمل على المباشرة في حصاد المياه وطلبنا من الحكومة التخصيصات اللازمة وما حصل في عام 2014 من وضع مالي وامني اثر في كل مفاصل الدولة.
 
المركز الوطني 
يعد المركز الوطني لادارة الموارد المائية في وزارة الموارد المائية الجهة المسؤولة عن تشغيل الموارد المائية في العراق السطحية والجوفية منها وارشفتها وتقديم التقارير الخاصة بشأنها، والتقت صحيفة" الصباح" برئيس المركز المهندس حسن مهدي الصفار معاون المديرالعام فأوضح:
 يقوم المركز باطلاق التصاريف المطلوبة لاحواض نهري دجلة والفرات وتزويد جميع المشاريع بالمياه المطلوبة ومن الاولوية تهيئة مناسيب المياه للاسالات في جميع المشاريع الاروائية في العراق، اضافة الى مياه السقي، وفي هذا العام وردتنا ايرادات مائية عالية ونعد كل يوم الموقف المائي الذي تتم فيه معرفة حجم المياه المخزونة يوميا والكميات المطلقة الى احواض الانهر، اضافة الى حصاد السيول، وندرس في هذا الموقف الطاقة الكهرومائية المنتجة من السدود والسدات، كما ندون المناسيب المائية لمعرفة ما اذا كانت المناسيب فيضانية ام معتدلة، وفي المعدل العام فقد كان في دجلة في العام الماضي ما بين (350 - 400 ) متر مكعب في الثانية،  اما في هذا العام فقد اصبح ما بين (700 - 1000) متر مكعب في الثانية، وهذا اعلى من المعدل العام ونقوم بتوثيق هذا الايراد المائي ونخزنه ونحسب الخزين المائي في كل بحيرة وفي كل سد، وحاليا وصل الخزين في سد الموصل الى (5) مليارات وربع المليار في حين كان في بداية الموسم الشتوي (3) مليارات متر مكعب، اي اننا خزنا مليارين وربع خلال هذه الايام، وفي بحيرة الثرثار لدينا خزين مائي كبير (41) مليار متر مكعب والفراغ الخزني (43) مليار متر مكعب، ولتأخر سقوط الامطار كنا نفقد خلال السنوات الخمسة الماضية من خزيننا المائي، ففي العام الماضي هطلت الامطار في شهر شباط وبدأنا نفقد من خزيننا العام ومن ثم من خزيننا الستراتيجي.
ولفت الصفار الى ان الفرق بين السد والخزان هو ان لكل سد خزانا ويكون في مقدمته وعلى شكل بحيرة تعد خزانا للسد مثل سد الموصل ودوكان، اما السدات فهي سدات تنظيمية لا توجد لديها بحيرات في الامام وانما خزين بسيط ومنها سدة الكوت والفلوجة وسدة الرمادي وتقوم بتنظيم المياه الداخلة الى القنوات والمشاريع الاروائية، فمثلا لسدة الهندية خمسة مشاريع منها مشروع المسيب، والكفل، وشط الحلة، اما بالنسبة لسدود الحصاد ففي المنطقة الشرقية سقطت امطار كثيرة على الحدود العراقية الايرانية وجاءتنا ايرادات مائية عالية وتم حصادها منها سد مندلي الذي امتلأ وطاقته الاستيعابية لا تتجاوز الـ (20) مليون متر مكعب، ولدينا سد كلال بدرة الذي امتلأ حاليا وسد الوند مملوء حاليا وفيه (39) مليون متر مكعب وسد دربندخان، وحصل نهر سيروان على مياه جيدة وبسبب الهزة الارضية الاخيرة التي تسببت بعض التشققات حاليا منسوبه المائي (373) مليون متر مكعب، وقد بدأت الثلوج تتساقط ما يجعلنا نعطي فراغات في الخزن لموسم الربيع كما لدينا فراغات في كل من سد  الموصل ودوكان، وقد تضررت بعض القرى من السيول الاخيرة العالية وبعض خيام النازحين، وحاليا نواصل انشاء السدود الصغيرة لحصاد المياه وسوف نقوم بانشاء ثلاث مهمات منها في وادي النفط جنوب مندلي.