أنهار العواطف في مراثي الطف

الصفحة الاخيرة 2020/10/03
...

  هناء العبودي 
 
صدر حديثا للباحث والمؤرخ الاستاذ عطية منشد الرميض ديوان شعر شعبي حسيني بعنوان ( أنهار العواطف في مراثي الطف ) 2020 عن مطبعة دار الفرات للثقافة والاعلام بالاشتراك مع "دار سما" للنشر والتوزيع، من اشراف وتقديم هناء طالب العبودي، يقع الكتاب في (90) صفحة ومن الحجم المتوسط .
يضم هذا الديوان بين دفتيه مجموعة من القصائد الدينية الحسينية والأوزان الاخرى كـالأبوذية، الدارمي، النعي.. باللهجة العراقية(الدارجة)، وكان مما ذكره عطية منشد في مقدمة الكتاب( لــــقــد مـــررت بــقـــلـمـي الـمتواضع على ذكر مقاتل آل البيت (عليهم السلام) بشيء من الرثاء(الشعر العامي العراقـي ) كـ(قصيدة) النعي، الأبوذية الدارمي مرة لـمدحهم وأخرى بلسان حالهم مرةً اخرى، وما يمثله هذا الديوان للمؤرخ عطية منشد الرميض والكتابة للحسين من الرجوع للذات والمقارنة بين الحق والباطل واستقراء واقعة كربلاء وما تعرض له الإمام الحسين وأصحابه وفيهم الكثير من أصحاب النبي (صلى الله عليه واله وسلم) عن طريق الوصول إلى هذه المكانة المرموقة، التي حازها الأمام الحسين كقائدٍ في قلوب الرعية وحيازة محبتهم إلى تخوم التضحية والفداء، طويل ومفعم بمتطلبات عدة كرسها الحسين- سليل الدوحة الهاشمية المطهرة وربيب القران الكريم - منهجا وسلوكا واقعيا في سيرته الوضاءة وتعامله مع أنصاره وكل إنسان.. فكان في أولها مثال في الرحمة المهداة للعالمين على طريق جده المصطفى( عليه واله الصلاة والسلام ) حتى بلغت رحمته مبلغا يعجز عنه الوصف ولا يطيقه القصد.
والمواقف التي تجلت في كربلاء غرزت في عمق الزمن دروساً وعبراً في الصمود والوفاء مع القيادة ونهجها، فحين يخطب الإمام الحسين (عليه السلام) محمصاً أصحابه "إلا وأني أذنت لكم فانطلقوا جميعاً في حل ليس عليكم مني ذمام، هذا الليل قد غشيكم فاتخذوا جملاً، فإن القوم إنما يطلبونني ولو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري" فالقائد يرسم الجادة إلى سبيل الرشاد وهو ما توخاه الإمام- عليه السلام- تأكيدًا في خطابه.
وكان مما ذكره الشاعر في هذا الديوان عن جائحة كورنا في مساجلة مع الشاعر حسين حربي: 
 اتوكل على الله وسير يل كاصد حسين 
 كورونا اهل البيت ردوها للصين
 *  اجابه عطية منشد 
 الكاصد اهل البيت ربك يحرسه 
 ما همنا كص اركاب (كورونا) تخسا
 *   (كورونا) متخوفين زوار الحسين 
 ردي الدرب مفتوح.. لأمريكا والصين 
وفي ذات الموضوع ايضا يخاطب الشاعر عطية الذات في هذه الابيات :
 صاحت لي امشي اوياي.. كلت انا ليوين 
 كالت لي خل نروح زوار الحسين
 * 
 كورنا صحت وناس مصيوبة بيها 
 انهض دكوم وياي ويفشل حجيها 
 * تصورت كل الناس تأجل الزيارة 
 تاليها مدن وبيوت اضحت غفارا 
 *
 لحت عليً الذات وصحتلها ها ها
 كالتلي تمشي وياي لو امشي منا 
*ومن الابوذيات الاخرى التى ذكرت في الديوان 
 على هونك بوكتي اوياي..؟ مارد
 ويومك يا ابو السجاد.. مارد 
 وبطل عباس ابو الصولات مارد 
 يهد ويصول ويفرح الزجية 
وللباحث والشاعر عطية منشد دواوين حسينية اخرى قيد النشر.