اليوم العالمي للاعنف

آراء 2020/10/03
...

 حسين علي الحمداني
العالم أدرك مخاطر العنف على المجتمعات وما يترتب على ذلك من تداعيات كبيرة، لهذا الأمم المتحدة ومعها شعوب العالم تحتفل باليوم الدولي للاعنف في الثاني من تشرين الأول من كل عام، وهذا التاريخ هو تاريخ ميلاد المهاتما غاندي، زعيم حركة استقلال الهند ورائد فلسفة وستراتيجية اللاعنف، والتي من خلالها نجح هذا الرجل في استقلال بلاده عن 
بريطانيا.
العالم يحتاج لهذه الستراتيجية التي اثبتت نجاعتها وحققت من المكاسب ما عجزت عنه البنادق والمدافع وخنادق الحروب بما في ذلك الحروب الأهلية التي دمرت البلدان وشردت الشعوب وتحولت الكثير منها إلى مناطق منكوبة بكل معنى 
الكلمة. والشرق الأوسط بصورة عامة ومنطقتنا بشكل خاص بحاجة ماسة لهذه الثقافة التي عززها الزعيم الهندي وجعلها خارطة طريق للشعوب لنيل حقوقها، لهذا نحتاج لطاولات الحوار أكثر من حاجتنا للتصريحات الرنانة والتي هي عبارة عن صب الزيت على النار، نحن نحتاج للعقل أكثر من العاطفة التي تتحكم في الكثير من تصرفاتنا 
وقراراتنا. من شأن ثقافة اللاعنف أن تجعلنا مجتمعات حضارية قادرة على تجاوز كل مشكلاتها مع بعضنا البعض أو مع الآخرين بالحوار السلمي والمنطق والتحليل، ولا نبالغ بقولنا إن ثقافة اللاعنف هي السلاح الأقوى والأكثر تأثيراً من باقي 
الأسلحة. وتبرز الحاجة لهذا لأننا نعيش حالات عنف تكاد تكون شبه يومية تشهدها دول العالم بأسرها، سواء عبر أعمال عدوانية فردية أو إرهابية منظمة وهو ما يؤكد إن العنف الذي يجتاح العالم بطريقة أو بأخرى يجعلنا نفكر ملياً بمدى حاجتنا للاعنف وعلينا أن نضع خططاً كفيلة بنشر هذه الثقافة وتعزيزها في مجتمعاتنا التي تتطلع للسلام والأمن والاستقرار، لأن اللاعنف هو احدى الطرق المهمة للاستقرار والتنمية وتعزيز المواطنة بالشكل الصحيح 
والسليم.