شرعة تفاؤل

آراء 2020/10/03
...

 محمد خضير سلطان
 
 
هل يمكن للنسق الثقافي «المعرفي والإبداعي» أنْ يغدو جزءاً من تشكيل البنية العميقة
 للدولة؟
نعم حدث هذا في الدولة الأوروبية الأم وتخطاها الى أماكن أخرى، والسؤال هنا ليس استعادياً من التاريخ حسب، ولكن من أجل الحديث عن المفاجأة المذهلة والمباغتة التي يتحدث بها أمين بغداد الجديد منهل الحبوبي عن السر الأبدي السومري وتحويله الى مبنى معماري كبير لمجلس وزراء البلاد، كما ليس مستغرباً الى حد بعيد فقد كان جواد سليم ورفعت الجادرجي ومحمد غني حكمت قبل عقود ليست بعيدة، يعملون على البناءات المضخمة للأختام الاسطوانية الرافدينية في نصب التحرير الشاخص الآن، غير ان المفاجأة عند الحبوبي في تلاقي العمل الوظيفي السياسي والاداري مع البناء الفني والمعرفي وخاصة بعد حقبة 
المحاصصة.
أي رهان جديد، يفضي الى أن نعيد ترتيب موقعنا من تاريخنا العظيم بالطريقة السليمة التي تجعلنا نتواصل مع عظمته وعمقه في العالم، ونبدأ من هنا، من صنع الخيال الرافديني وتحويله الى معمار، يتحدث به معماري شاب ويغدو من خلاله أميناً لبغداد.. ليقول إذا اكتمل المعمار الى ما لانهاية، اختل الفراغ ليختل معه الفضاء المعماري والسياسي والاجتماعي وما علينا سوى السعي الى طرح الأفكار وتحويلها الى وقائع عملية لكي ننهض بالواقع العراقي، ما علينا سوى أن نحلم بكل ما أوتينا من عمل ونعمل بكل ما أوتينا من حلم.
كان ديغول يقف في مكان مرتفع ليرى باريس، وكأنه في سورة الحالم اليقظ ويتبعه مالرو وزير ثقافته بتحقق الحلم الكبير حتى يريان جدران مدينتهم ناصعة البياض أكثر فأكثر، ليس لأنه لون جميل وثلجي ولكن لإنهما يريان البياض رمزا ينمو باطراد ليكون مرافقا للعمل والانتاج وصنع الحياة،وبذلك أعادا لبلاد الغال مكانتها التاريخية والاوروبية ومنحا الثقافة دورها في العالم.
هل هي شرعة تفاؤل ومقارنة وسط التشابكات والتعقيدات الكثيرة، لم لا تكون؟!.