عقب نوبة غضب.. ترجيحات بإعلان ترامب حالة الطوارئ

قضايا عربية ودولية 2019/01/11
...

واشنطن / وكالات
لا تزال ازمة الجدار الفاصل الذي اراد الرئيس الاميركي دونالد ترامب انشاءه على الحدود المكسيكية يشعل الخلاف داخل الكونغرس الاميركي الذي سيطر عليه الديمقراطيون مؤخرا مما جعل حدة الصِدام بين الجمهوري ترامب والديمقراطيين على أوجها، وهذا ما جعل الرئيس الاميركي الغاضب يؤكد انه قد يتخذ  قرارا باعلان حالة الطوارئ.
وقد انسحب ترامب من محادثات مع قادة الكونغرس الديمقراطيين بسبب تمويل الجدار الحدودي مع المكسيك، قائلا على تويتر: إن الاجتماع الذي عقد في البيت الأبيض لإنهاء إغلاق الحكومة الأميركية كان «مضيعة للوقت تماما».
وفي اليوم التاسع عشر للإغلاق الحكومي الجزئي، اجتمع ترامب لفترة قصيرة مع زعيم الديمقراطيين في مجلس النواب تشاك شومر، ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي وغيرهما من القادة الديمقراطيين لكن الاجتماع انتهى بشكل حاد ودون أي إشارة على التوصل إلى حل. وكتب ترامب على تويتر: «سألت عما سيحدث في غضون 30  يوما إذا أحدثت أنا انفراجة سريعة للأمور.. هل ستوافقون على (تشريع) لأمن الحدود يتضمن بناء جدار أو سياج حديدي؟ ردت نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب بالرفض. فقلت لهم: مع السلامة، لا فائدة!» ووصف النواب الديمقراطيون المستاؤون تصرف ترامب بأنه «نوبة غضب» وقالوا: إن الاجتماع توقف عندما رفضوا الالتزام بتمويل اقتراحه بشأن الجدار الحدودي مع المكسيك.
وقال شومر للصحفيين خارج البيت الأبيض، إن ترامب سأل بيلوسي إن كانت ستمول الجدار. وأضاف «قالت لا. فنهض وقال: إذن ليس هناك ما نناقشه وانسحب.
وأضاف شومر «رأينا مجددا نوبة غضب لأنه لم يحصل على ما يريد».
وكان ترامب قال في وقت سابق، إن من حقه إعلان الطوارئ لبناء جدار على الحدود الجنوبية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع الكونغرس بشأن طلبه تخصيص 5.7  مليار دولار للمشروع.  
بدوره لم يستبعد الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، امس الجمعة فرض حالة الطوارئ عند حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، على خلفية ما وصفه بأنه «أزمة أمنية خطيرة» هناك. 
وفي تصريحات صحفية أدلى بها في البيت الأبيض قبل انتقاله إلى ولاية تكساس الجنوبية، أكد ترامب مجددا أن الولايات المتحدة أحوج ما تكون إلى جدار على الحدود مع المكسيك بسبب الانفلات الأمني في المنطقة.
وقال الرئيس الأميركي: «تشهد الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك أزمة أمنية خطيرة». 
وأشار إلى أنه ينظر في إمكانية فرض حالة الطوارئ في المنطقة الحدودية، على خلفية الجدال الدائر بينه وبين الديمقراطيين في الكونغرس بهذا الشأن، مضيفا: «إذا لم يكن لدينا جدار أو حاجز قوي وفعال، فنحن سنواجه تهريب البشر والمخدرات». 
وتابع ترامب: «لدي كامل الصلاحيات لفرض حالة الطوارئ، وهو ما لم أفعله بعد، لكن بإمكاني ذلك. وإن لم يكن هناك تقدم في المفاوضات مع الديمقراطيين، فمن المرجح أن أستخدم صلاحياتي. بل سأفعل ذلك بالتأكيد، ففي غياب الاتفاق، سأستغرب من نفسي عدم فرض حالة الطوارئ». يذكر أن بإمكان ترامب، في حال فرض حالة الطوارئ على الحدود مع المكسيك، أن يموّل بناء الجدار من الموارد المخصصة من قبل الكونغرس لمعالجة حالات الطوارئ. لكن ليس من المستبعد أن يواجه ترامب، في حال اتخاذه هذا القرار، مشكلات قانونية عدة.
وتوقف عمل الإدارة الأميركية جزئيا، منذ يوم 22 كانون الأول، بسبب الخلاف الذي نشب بين ترامب والكونغرس حول مسألة تمويل بناء جدار فاصل على حدود البلاد مع المكسيك. 
 
منتدى دافوس الاقتصادي
وضمن تداعيات الاغلاق الحكومي أعلن الرئيس الأميركي أنه لن يحضر منتدى دافوس الاقتصادي العالمي في سويسرا على خلفية استمرار إغلاق الحكومة في الولايات المتحدة وفشل مباحثاته مع الديمقراطيين.
وكتب ترامب في تغريدة على موقع «تويتر»، امس: «بسبب تعنت الديمقراطيين بشأن أمن الحدود والأهمية الكبرى للأمن بالنسبة لبلادنا، ألغي بكل احترامي رحلتي البالغة الأهمية إلى دافوس في سويسرا لحضور المنتدى الاقتصادي العالمي الذي ينعقد في الفترة من 22  إلى 25 كانون الثاني الجاري، «. 
ويأتي ذلك بعد فشل مباحثات ترامب مع المشرعين الديمقراطيين بشأن رصد التمويل بحجم 5.7 مليار دولار لبناء الجدار على الحدود مع المكسيك، الأمر الذي تشترطه الإدارة الأميركية لإنهاء الإغلاق الحكومي الذي تسبب بتوقف عمل نحو ربع من الموظفين الفدراليين وحرمانهم من الرواتب أو منحهم إجازات بشكل طارئ.
وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال» قد ذكرت في وقت سابق أن ترامب قد يلغي حضوره لمنتدى دافوس الذي ينعقد في الفترة من 22  إلى 25 كانون الثاني الجاري، إن لم يتم حل مشكلة تمويل الجدار بحلول 22  من الشهر  الجاري.
  
قمة دولية
 من جانب آخر أعلن وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، أن الولايات المتحدة تخطط لتنظيم قمة دولية بشأن الشرق الأوسط وخاصة حول إيران الشهر القادم في بولندا.
وقال بومبيو في مقابلة مع قناة Fox News تم نشرها امس الجمعة، إن الاجتماع الدولي سيعقد في 13 و14 شباط القادم في بولندا و»سيتمحور حول الاستقرار في الشرق الأوسط ومسائل السلام والحرية والأمن في هذه المنطقة، وسيتناول أيضا مسألة التأكد من أن إيران ليس لها أي تأثير مزعزع للاستقرار»  حسب تعبيره. 
الى ذلك وفي إطار جولته في الشرق الأوسط وصل بومبيو، إلى البحرين، محطته الأولى في منطقة الخليج. والتقى بومبيو في غداء عمل العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي عهده سلمان بن حمد، ونظيره البحريني، الشيخ خالد بن أحمد آل خليفة. وسيتوجه وزير الخارجية الأميركي بعد البحرين إلى الإمارات ثم قطر والسعودية وسلطنة عمان والكويت، أي كل دول مجلس التعاون الخليجي الست.
 
استجواب محامي ترامب
الى ذلك أعلنت لجنة الرقابة في مجلس النواب الأميركي أنّ مايكل كوهين، المحامي الشخصي السابق للرئيس دونالد ترامب، الذي اشتهر بقوله إنه يفدي ترامب بروحه سيدلي بإفادته أمامها في 7 شباط المقبل.
وسارع ترامب الذي يتعرّض لضغوط بسبب التحقيق في قضية التدخل الروسي في انتخابات 2016 الرئاسية إلى التقليل من شأن هذه الخطوة، قائلا: «هذا الأمر لا يقلقني البتّة».
وأتى رد فعل ترامب إثر بيان أصدره إلاياه كامينغز رئيس لجنة الرقابة والإصلاح الحكومي في مجلس النواب وقال فيه: «أود أن أشكر مايكل كوهين على قبوله الإدلاء بشهادته أمام اللجنة».
وأكد النائب الديمقراطي أنّ «الأميركيين صوّتوا   كي يهتمّ الكونغرس  بمسائل تؤثر في حياتهم اليومية وكي يؤدي واجبه الدستوري المتمثل بمراقبة السلطة التنفيذية».
ويعكس استدعاء كوهين للإدلاء بإفادته أمام اللجنة إصرار الديمقراطيين الذين باتوا يسيطرون على الأغلبية في مجلس النواب على استخدام صلاحياتهم لفتح تحقيقات تتناول الرئيس.
وحُكم على كوهين في 12 كانون الاول بالسجن ثلاث سنوات بعد إقراره بالذنب بتهم التهرّب الضريبي والإدلاء بشهادة كاذبة وانتهاك قوانين تتعلق بالحملة الانتخابية. وأرجئ موعد دخوله السجن إفساحاً في المجال أمامه للإدلاء بشهادته أمام الكونغرس.
وكوهين (52  عاماً)، يتعاون منذ أشهر مع المحقق الخاص روبرت مولر من دون أن يرشح شيء من تفاصيل هذا التعاون، فيما ينفي ترامب بشدة أي تواطؤ لفريق حملته الانتخابية مع روسيا.