كربلاء تعلن نجاح الزيارة بمشاركة أكثر من ١٤ مليون زائر

العراق 2020/10/10
...

  كربلاء: علي لفتة     النجف:حسين الكعبي
 
 
وسط أجواء إيمانية مباركة، شهدت مدينة كربلاء نجاحا لافتا في تنفيذ الخطط الأمنية والخدمية والصحية الخاصة بالزيارة الاربعينية بمشاركة اكثر من 14 مليون زائر على الرغم من الظروف الصحية لجائحة كورونا.
وقال وزير الداخلية عثمان الغانمي في مؤتمر صحفي عقده في مبنى قيادة عمليات كربلاء: ان الزيارة نجحت من دون وقوع أي خرق أمني، مضيفا أن عشرات الاف من القوات الامنية من مختلف الصنوف شاركوا في تنفيذ الخطة الأمنية.
ولفت الى ان الزيارة كانت مهددة من بعض الجهات الارهابية وعصابات الجريمة المنظمة لكن العمليات الاستباقية ويقظة الأجهزة الامنية المختلفة اسهمت بإنجاح هذه المناسبة.
وفي تصريح خاص لـ “الصباح” اوضح الغانمي، ان الخطط الامنية كانت مرنة في جميع المحافظات ما اسهم بدخول ملايين الزوار الى مدينة كربلاء على الرغم من غلق الحدود في وقت متأخر من الزيارة، حيث سمحت الحكومة بدخول الاف عدة من الزوار الاجانب من الدول المجاورة.
وبين ان هناك حشدا وطنيا كبيرا متمثلا بالوزارات والقوات المشتركة من الجيش والشرطة والحشد الشعبي والمؤسسة الاستخباراتية شارك في الخطط، مثنيا على دور العتبات المقدسة واهالي كربلاء والمواكب الحسينية والعشائر لمساهمتهم في انجاح الزيارة.
من جهته، قال محافظ كربلاء المهندس نصيف جاسم الخطابي في المؤتمر الصحفي: ان الزيارة تعد من انجح الزيارات التي شهدتها المدينة على الرغم من جائحة كورونا، حيث كانت متميزة على مستوى الخطط والانسيابية ومشاركة الجميع في جعلها تسير بوتيرة عالية.
وأفاد بان سهولة الخطط الامنية وتوسعة الطرق وإيجاد ساحات جديدة وطرق حولية، فضلا عن دور العتبات واهالي المحافظة كافة أسهمت بنجاح الزيارة.
وتابع ان المهم في هذه الزيارة هو ما حصل بعدها حيث اسهمت العديد من الوزارات في إخلاء الزوار الذين بلغت اعدادهم بحسب ما اعلنت عنه العتبات المقدسة التي لديها كاميرات حرارية أكثر من 14 مليون زائر.
وتابع ان هناك التزاما كبيرا من المواطنين بالتعليمات الصحية الخاصة بجائحة كورونا، وان ما حصل من قبل احد المواكب بالطلب من الزوار بنزع الكمامات هو فعل شخصي وحالة غير صحيحة وسيتم التعامل معها بالطرق القانونية.
بدوره، قال مدير اعلام قيادة شرطة كربلاء العميد علاء الغانمي لـ “الصباح”: ان الخطة الامنية التي استمرت اكثر من أسبوع شارك فيها أكثر من 50 ألف عنصر أمني من كربلاء والمحافظات الاخرى وقطعات من الجيش والشرطة والحشد الشعبي فضلا عن آلاف المتطوعين، إضافة الى طيران الجيش وحرس الحدود. وأشار الى ان الخطة هذا العام كانت مرنة حيث لم تغلق الطرق الموصولة الى وسط المدينة كما في الزيارات السابقة بعد ان قامت القوات الامنية المشاركة في الخطة بتأمين المناطق المحيطة بالمدينة وقيامها بعمليات استباقية في الاماكن التي تمكنت الاجهزة الاستخباراتية من تدقيق تفاصيلها وقد تم اعتقال عدد من المطلوبين والعثور على اسلحة مختلفة.
وبحسب الغانمي فان الخطة الامنية ستستمر حتى مغادرة آخر زائر من المدينة وعودة الزوار الاجانب الذين وفدوا اليها بعد السماح لهم من قبل الحكومة بالمشاركة، كما تستمر لحين تأمين وصول الزوار الى مدينة النجف لإحياء زيارة الامام علي (ع).
واصدرت العتبة العباسية المقدسة بيانا رسمّيا أكّدت فيه أن أعداد الزائرين المسجلين وفقا لمنظومة العدّ الإلكتروني وخلال أحد عشر يوما بلغت 14 مليونا و553 ألفا و308 زوار.
وذكرت في بيانها ان هذه الاحصائية كانت لمداخل المدينة الخمسة من جهة بغداد وبابل والنجف والحسينية والحر، وأن اعداد الزوار هذا العام هي اقل من زيارة العام الماضي التي بلغ فيها عدد الزوار 15 مليونا و322 ألفا و949 زائرا لكنها كانت أكثر من العام قبل الماضي حيث بلغ عدد الزوار 13 مليونا و874 ألفا و818 زائرا.
من جهته، قال مدير بلدية كربلاء المهندس عبير سليم: إن 12 محافظة شاركت في الجهد الخدمي للزيارة من بينها محافظة الانبار ومحافظة صلاح الدين ومحافظات الفرات الأوسط والجنوب. وأضاف ان الخطة شارك فيها 613 آلية تخصصية وأكثر من 3650 عامل نظافة وتم رفع 17 ألف طن من النفايات.
واردف انه تم توزيع 900 حاوية نفايات و450 ألف كيس نفايات بعد ان تم تقسيم المدينة الى أكثر من 11 قاطعا اسهم في إدارتها جميع منتسبي الدائرة.
بينما قال مدير إعلام العتبة الحسينية المقدسة علي شبر: ان عشرات الاف  المنتسبين قدموا الخدمات للزوار وحافظوا على انسيابية الزيارة على الرغم من الزخم الكبير والاعداد غير المتوقعة وسط جائحة كورونا. 
واكد ان المتولي الشرعي للعتبة المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي اشرف بنفسه على جميع الخطط الموضوعة بما فيها تقديم الخدمات للزوار العرب والاجانب ومن جميع الطوائف والاديان ومشاركة علماء وشخصيات دينية من طوائف متعددة مثل زوار مسيحيين وايزيديين وصابئة مندائيين خاصة بعد سماح الحكومة بدخول 1500 زائر من كل دولة بعد ستة أشهر من اغلاق الحدود والمطارات نتيجة تفشي فيروس كورونا.
وبحسب شبر فان عدد المواكب التي وصلت الى المدينة 20 موكبا من  ثماني دول عربية واجنبية من بينها بريطانيا والسويد والهند وباكستان ونيجيريا والسعودية ولبنان والكويت، فضلا عن استقبال 10 آلاف موكب محلي من داخل البلد وأكثر من ثمانية آلاف و800 موكب خدمي توزعت عند حدود ومداخل المحافظة وصولاً إلى المدينة القديمة بالقرب من مرقد الامام الحسين وأخيه العباس (عليهما السلام)، بينما اختص 1200 موكب بإقامة العزاء وفق جدول اعده القسم.
 وذكر ان عملية اخلاء الزوار تتواصل بشكل مستمر لإخلاء الجميع عبر محاور ومخارج المدينة وهذه المرة من وسط المدينة، منوها بانه يتم تعفير اسطول النقل وتعقيمه مع كل عملية اخلاء ونقل نصف عدد الركاب لكل حافلة، فضلا عن تجهيز العشرات من سيارات الاسعاف لتكون مرافقة للزوار ومجهزة بشكل كامل.
من جهته، قال معاون مدير اعلام العتبة ولاء الصفار: ان العتبة قدمت خدمات طبية لاكثر من 10 آلاف زائر وتقديم ستة الاف ارشاد للتائهين واعادتهم الى ذويهم حيث تم نصب عدة مراكز لإرشاد المفقودين والتائهين في محاور بغداد وبابل والنجف الاشرف، بالإضافة الى مراكز رئيسة قرب مرقد الامام الحسين عليه السلام وتحديداً في صحن العقيلة زينب (ع).
ولفت الى ان العتبة الحسينية استقبلت 100 وسيلة اعلامية محلية وعربية وأجنبية، فضلا عن تقديم التسهيلات لأكثر من 500 مراسل ميداني وصحفي ومصور ومقدم برامج ومهندس بث وملاكات فنية، الى جانب تهيئة 16 موقعا لعجلات النقل مباشر  (SNG)  مع تجهيزها بالكهرباء وبخدمة الانترنت بالإضافة الى توفير مكان خاص للسكن ووجبات طعام وامور لوجستية اخرى.
وفي الجانب الصحي، قال مدير اعلام دائرة صحة المحافظة سليم كاظم لـ “الصباح”: ان جميع ملاكات الدائرة من ممرضين واطباء واداريين وغيرهم شاركوا في الخطة سواء داخل المؤسسات الصحية او المفارز، حيث قدموا خدمات صحية لملايين الزوار. واضاف ان عدد مراجعي المستشفيات بلغ 49 ألفا و266 مراجعا ومراجعة وبلغ عدد مراجعي المفارز الطبية أكثر من 550 ألف مراجع ومراجعة واجرت المستشفيات أكثر من 400 عملية جراحية بينما بلغ عدد الفحوص المختبرية أكثر من 29 ألف فحص وأكثر من سبعة آلاف و326 فحصا بجهازي الاشعة والسونار بينما بلغ عدد الفحوص على جهازي الرنين والمفراس أكثر من ألف و129 فحصا. وبين ان عدد المتبرعين بالدم بلغ ألفا و665 متبرعا بينما شهدت صالات الولادة 608 حالات ولادة.
وفي النجف، اعلن المحافظ لؤي الياسري نجاح الخطة الأمنية والخدمية التي نفذتها المحافظة خلال زيارة أربعينية الإمام الحسين (ع). 
جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي عقده الياسري بمناسبة انتهاء مراسيم الزيارة، مبينا ان المحافظة استقبلت ثمانية ملايين زائر اتجهوا عبرها إلى كربلاء المقدسة خلال عشرين يوما. أما عن حركة الرحلات في مطار النجف، فاوضح ان المطار استقبل ٤٢ رحلة حملت على متنها خمسة آلاف مسافر من لبنان ودول الخليج العربي للمشاركة في الزيارة. 
واكد ان الخطة الأمنية هذا العام اتسمت بالمرونة العالية ولم تشهد قطوعات للطرق وكانت هناك انسيابية في حركة الزائرين والعجلات على حد سواء، وقد شارك في الخطة جميع الدوائر الخدمية اضافة الى العتبة العلوية المقدسة التي كان لها دور كبير في انجاح الخطة الخدمية. 
ونوه بان المحافظة تستعد حاليا للخطة الأمنية والخدمية الخاصة بزيارة ذكرى وفاة الرسول الاعظم محمد (ص) في الثامن والعشرين من شهر صفر، لافتا إلى أن جميع الأجهزة الأمنية والدوائر الخدمية سوف تستمر بتقديم خدماتها حتى زيارة وفاة الرسول (ص) التي تصادف يوم الجمعة المقبل.
من جانبه، قال معاون مدير عام دائرة صحة النجف الدكتور علاء الكعبي في حديثه لـ”الصباح” ان دائرة الصحة قدمت خدماتها لمليون و 768 الفا و524 زائرا على مدى 15 يوما منذ انطلاق خطة الطوارئ الصحية في الخامس من شهر صفر، موضحا ان الخطة شاركت فيها 60 مفرزة طبية و 90 سيارة إسعاف نقلت خلال هذه الفترة 1283 حالة مرضية منها 934 حالة اعتيادية و239 حالة وبائية الى مستشفيات العزل، بينما تم نقل 92 حالة بسبب الحوادث و 18 حالة مرضية تم نقلها إلى خارج المحافظة. واعلن أن هذه الفترة شهدت سحب 1200 قنينة دم و 16 قنينة من بلازما النقاهة، فيما بلغ مجموع الراقدين في المستشفيات 23017 مريضا، وتم إجراء 795 عملية جراحية، وكان هناك 1038 حالة ولادة.