نساء الموصل يتحدين التقاليد ويؤسسن مشاريعهن الخاصَّة

الصفحة الاخيرة 2019/01/12
...

 الموصل / أ ف ب
خلال ثلاث سنوات من حكم "داعش" في الموصل، عانت النساء من التبعية لرجال العائلة. 
اليوم، تحولت كثيرات الى معيلات لأولادهن، فاتجهن الى تأسيس مشاريعهن الخاصة الصغيرة.
في أحد شوارع المدينة، يمكن قراءة اللافتة التالية "بقالة أم مصطفى وأولادها"، في ظاهرة جديدة تماماً على الموصل التي تترسخ فيها عادات وتقاليد محافظة.
فقد رفضت أم مصطفى (27 عاما) الاستسلام وفضلت مواجهة التحديات بعدما فقدت زوجها الذي كان معيل العائلة. وافتتحت دكاناً صغيراً قبالة شقة استأجرتها في حي الفاروق في غرب الموصل، بمساعدة خيرين.
وتعمل أم مصطفى اليوم داخل دكانها ويرافقها على الدوام طفلاها مصطفى (6 سنوات) ومهيمن (4 سنوات).
وتقول: "في البداية واجهت صعوبة بسبب نظرة الناس الاجتماعية، إلا أنهم اعتادوا على ذلك بمرور الوقت، وقدموا لي المساعدة بعدما تفهموا ظروفي الاجتماعية والمادية".
لكن أم مصطفى "اعتمدت على نفسها في تحصيل قوتها ويجب أنْ تكون قدوة لغيرها"، بحسب ما يرى جارها عادل زكي الذي يزور الدكان دائماً لشراء الشوكولا والعصائر.
وافتتحت الشابة دانيا سالم (23 عاما) من جهتها منذ شهر آب الماضي محلاً لبيع الزهور في منطقة المجموعة الثقافية في شرق الموصل، يعدُّ الأول من نوعه في المدينة بعد طرد" داعش" .
وتدير سالم، وهي خريجة كلية الإدارة والاقتصاد من جامعة الموصل، المشروع وحدها، بعدما تعلمت المهنة من خلال عملها في محل لبيع الورود في مدينة أربيل خلال فترة نزوحها وعائلتها من الموصل.
وتقول الشابة: "عدَّ البعض عملي غريباً في البداية، إلا أنَّ جماله ودقته دفعا الناس الى تشجيعي وتقديم العون".
وتضيف "أنا لست في حاجة مادية لهذا العمل، بقدر ما هو نوع من التحدي حتى تأخذ المرأة دورها في المجتمع، خصوصاً بعد تغيّر الكثير من المفاهيم الاجتماعية عقب التحرير".
وتؤكد سالم أنَّ "هذا المحل خطوة أولى لي في هذا المجال، ولدي طموحات ومشاريع كبيرة لتطويره مستقبلاً".
وتشير الناشطة المدنية ريم محمد الى أنَّ نساءً أخريات يحاولن الشروع في الأعمال، لكنهن يحتجن إلى دعم حكومي.
وتضيف "النساء في محافظة نينوى بحاجة إلى دعم أكبر، وإلى التوعية بحقوقهن، والحصول على فرص عمل مناسبة، والمشاركة الفاعلة في الحياة العامة السياسية والثقافية" في مدينة شهدت دماراً كبيراً بفعل تسعة أشهر من المعارك الدامية.
وفي هذا السياق، يلفت رئيس لجنة التخطيط الستراتيجي في مجلس محافظة نينوى خلف الحديدي "سنمنح قروضاً تتراوح ما بين خمسة إلى عشرة ملايين دينار تشجيعاً للحرف والمهن الصغيرة"، مشيراً الى أنَّ هذه القروض ستشمل الشبان والشابات.