يرى المنظرون من أصحاب نظريات التحليل النفسي فرويد ومؤيديه ان الأولاد يميلون إلى الأم والبنات يملن إلى الأب وذلك بعد السنة الثالثة والرابعة من عمرهما وان تساوى الأب والأم بالحنان والمودة للأولاد والبنات على حد سواء وذلك لان الطبيعة تعدهم لذلك للارتباط الطبيعي بين الذكورة والأنوثة ولدوافع لا شعورية وقد أطلق فرويد على هذه الحالة (عقدة أوديب) ولا سيما فيما يخص الذكور وحين يتقدم الطفل بالعمر وتتبلور شخصيته يدب الصراع بين الطفل الذكر ووالده لأنه يشعر دائما انه جزء أو قطعة من الأم انسلخ منها بالولادة من الرحم ويبقى متعلقا بها نفسيا واجتماعيا وقد تستمر هذه الحالة الى سن الزواج .
ان انشداد الأم بالميل الى الأب ( الزوج ) على حساب الأولاد الذكور يشعرهم بالصراع النفسي بان الأب قد استحوذ على الأم التي يعدون انفسهم مرتبطين بها اشد ارتباط بوصفهم جزءا منها انسلخ عنها بالولادة والولادة تعني أول انفصال في حياة الأنسان عن الأم هذه العقدة النفسية تولد الصراع لدى الأولاد وتشعرهم بالقلق والكآبة والمخاوف وقد تتولد منهم شخصيات انطوائية في المستقبل لا تستطيع التعامل مع المجتمع بروح انبساطية .
يقول د. احمد عزت راجع في كتابه أصول علم النفس ,ص,159 : ( والطفل ـ ككل محب ـ يؤذي نفسه ان يكون له شريك فيمن يحب , كما تأخذه الغيرة ممن ينافسه هذا الحب ... لكنه حقد يولد في نفسه الخوف من أبيه كما يقترن في نفسه بالشعور بالنقص والشعور بالذنب تجاه هذا المنافس القوي ) وتتولد لدى الطفل الذكر عقدة أخرى هي عقدة الخصاء كنتيجة للعلاقة والصراع مع الأب ان على الأم ان لا تفرط بالعلاقة مع الأولاد وتهملهم على حساب الاهتمام مع الأب ( الزوج ) ويتطلب منها التوازن بينهما وان تغمرهما بعطفها ومودتها سواسية لان ذلك سيخفف من الصراع الذي يشعر به الأولاد مع والدهم ولكيلا يسقط الأولاد هذا الصراع على الآخر ولاسيما إخوتهم وأخواتهم الأصغر منهم سنا كاستعمال الصفع لان هؤلاء سيصفعون غيرهم وقد يصل الصفع إلى الأباء والأمهات والأجداد ما يؤدي هذا العنف إلى تقليل من نمو شخصيتهم وتعاملهم مع الآخر فالأبناء لا يستقيم عودهم و لا تقوى شخصياتهم من دون أن يشعروا بالمساواة في التعامل داخل أسرهم وكلما غمرتهم أسرهم بالحب والعطف كلما نمت شخصياتهم واصبحوا مواطنين صالحين وأخيرا لابد ان نتذكر مقولة المربي السويسري بستالتوزي ( اعط الحرية وراقب ).