المسرح بين الخشبة وأون لاين

ثقافة 2020/10/25
...

   كربلاء: صلاح حسن السيلاوي
قدم الناقد والمسرحي الدكتور حسين رضا محاضرة بعنوان المسرح بين الخشبة وأون لاين، على قاعة اتحاد ادباء كربلاء، وقد حضرها جمهور الادب والثقافة في المدينة وأدارها الدكتور حيدر عطا الله . ابتدأ المحاضر بالاشارة الى العزلة العالمية التي فرضها وباء كورونا على جميع الفعاليات الاجتماعية ومنها الانشطة الثقافية، والنشاطات الفنية على وجه الخصوص، ولفت رضا إلى ما فرضته الجائحة من مفهوم جديد هو التباعد الاجتماعي، وكيف أن هذا المفهوم أصبح واجب التنفيذ بينما هو يتقاطع كليا مع مسيرة الانسان في تأكيد وجوده في الحياة، بوصفه كائنا اجتماعيا.
وأضاف قائلا: ولهذا ابتكر الفاعلون في استمرارية الحياة على ايجاد وسائل وسبل جديدة في العالم الرقمي، لغرض تحقيق التواصل الانساني عبر مفهوم الابتعاد الاجتماعي، ولو الى حين، وبهذا الاطار تسعى المؤسسات الفنية إلى رسم ملامح جديدة في تعزيز القيم والاتجاهات وحسب الاختصاص، لتشكل تعزيزا مستمرا للعمل الفني، ولعل ميزة الخطاب الفني على تنوع أجناسه يكمن في توهّج العلاقة في عملية التلقي، سواء في ظاهرة وجود المتلقين للحوار مع بعضهم البعض، او في بناء حوار انفعالي مباشر بين المتلقي والخطاب الفني بوصفه نشاطا إبداعيا يسهم في بناء ذائقة المتلقي، وفي تشكيل مسافة جمالية مفتوحة على كل الاحتمالات لأفق التوقع.
وقال في جانب آخر من محاضرته أيضا: العرض المسرحي في جوهره طقس احتفالي يتجمع فيه الحاضرون للقاء والحوار والبهجة في إحياء هذا الكرنفال الذي يجمع العمل الفني مع محبيه من المتلقين، والحفاوة من قبلهم في تكريس ريبتوار او تقليد فني سنوي للعروض المسرحية، بوصف الاهتمام بالخطاب الفني هو احدى علامات ارتقاء الشعوب في صناعة الحياة، لكن جائحة كورونا غيرت من قواعد اللعبة، مما استدعى من المحبين في صناعة الفرح والحياة، الى استخدام المنصات الرقمية لإعادة الاحتفال وان كان بشكل آخر، لكنه يشير الى إرادة المبادرين والداعمين في تفعيل النشاطات الفنية. بما فيها استخدام المنصات الرقمية للاجتماعات والتعليم عن بعد وغيرها من الفعاليات التي فرضها (كوفيد – 19).
ثم تحدث المحاضر عما أحدثته كورونا من تغيرات في عالم السوق الالكترونية وعلاقة ذلك بالمسرح، فقال: العزلة العالمية حققت لشركات التسوق عبر الانترنت أرباحا هائلة، إلا أن تساؤلا مهما عن عمل الشركات الكبرى مفاده: هل ستوجد هذه الشركات مناخات عالمية جديدة تؤكد مسارات مغايرة لحركة الانسان في الوجود.؟، على الرغم من أن المسرحيين بدؤوا في تجريب واستكشاف أنشطة وفعاليات تتعلق بالمسرح الرقمي، او المسرح التفاعلي منذ أكثر من 20 عاما وهي محاولات تستجيب للتطور التكنولوجي المتسارع من حيث تفاعل الوسائط الرقمية مع العرض المسرحي، وفي توظيف كل التقنيات التكنولوجية بما فيها التقنية الرقمية ليس بغرض تقويض السائد من السرديات المسرحية بل مواكبة التغيير والمتغيرات لحركة الانسان في الوجود.
بعد أن أنهى الناقد الدكتور حسين رضا محاضرته كان للجمهور دور مهم في طرح الكثير من الأسئلة والمداخلات بشأن ما قدمه رضا.  تمحورت المداخلات حول أهمية المسرح وعلاقة تلك الاهمية بوجود جمهور يؤثر في صناعة الاحساس التمثيلي اثناء العمل المسرحي وارتباط العروض المسرحية بأهمية المكان وكيفية صناعة الأفكار والمفاهيم المسرحية من خلاله، إذ أكدت أغلب المداخلات ضرورة وجود الجمهور في صميم العمل وخاصة مسرح الشارع، وان ما يمر به العالم إنما هو مرحلة عابرة سيعود المسرح بعدها الى خشبته واثرها الجميل في صناعة فرح الفن والابداع. 
وقد شارك بتقديم هذه المداخلات كل من الشاعر رفعت المنوفي والفنان فاضل ضامد والقاص سلام القريني والناقد الدكتورعمار الياسري والشاعر نبيل نعمة والشاعر قاسم بلاش وآخرين.