غداً.. تصويت البرلمان البريطاني بشأن {بريكست»

قضايا عربية ودولية 2019/01/14
...

لندن / وكالات
بينما يصوت البرلمان البريطاني غدا الثلاثاء  بشأن خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي اعلن رئيس حزب العمال البريطاني جيريمي برنار كوربين عن عزمة سحب الثقة عن رئيسة الوزراء ماي، في وقت حذرت فيه الاخيرة من أن عدم تأييد خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيمثل كارثة لبريطانيا. وبشأن سيناريو الخروج الذي اجحظ عيون البريطانيين بين مؤيد ومعارض وبنسب متقاربة جدا اعتبر رئيس المفوضية  الأوروبية جان كلود يونكرانه انه يجب بذل جهود مكثفة لتفادي سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد  الأوروبي بدون اتفاق، وذلك قبيل موعد تصويت البرلمان البريطاني المقرر غدا على نص الاتفاق لإقراره.
وأكد يونكر أنه والمفوضية الأوروبية بقيا على  "تواصل مستمر" مع  الحكومة   البريطانية، فيما تسعى رئيسة الوزراء  البريطانية تيريزا ماي إلى حجج جديدة، لإقناع برلمانها بالمصادقة على الاتفاق      الذي توصلت إليه مع الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي.
وأعلن يونكر في مؤتمر  صحافي في بوخارست، أن "خيار عدم الاتفاق سيكون كارثة لنا ولأصدقائنا البريطانيين،  ولذلك يجب بذل كل الجهود لتحقيق خاتمة ناجحة لهذا المشروع المهم".
ومع معارضة النواب البريطانيين للاتفاق، تسعى ماي  إلى تلقي "ضمانات" من شركائها الأوروبيين،  خصوصاً في ما يتعلق بحلّ مسألة الحدود  الأيرلندية المسماة "شبكة  أمان". والحلّ المذكور من   المفترض أن يمنع عودة  حدود فعلية بين جمهورية  أيرلندا وأيرلنداالشمالية، إذا لم يتم التوصل إلى حلّ بديل لحين موعد الانفصال.
من جهته،أكد متحدث باسم  الحكومة البريطانية أن ماي ستحصل على تلك الضمانات، قبيل"التصويت" على  اتفاق الخروج الثلاثاء  وستعلنها اليوم الإثنين.
بدوره، أكد يونكر أنه يجري العمل "مع الحكومة  البريطانية بشأن ما  ستتضمنه تلك التوضيحات (الضمانات)،  التي يجب عدم خلطها مع  إعادة التفاوض،  وخصوصاً في ما يتعلق بحلّ شبكة الأمان المتعلق  بالحدود الأيرلندية".
ولم يرغب يونكر في  التطرق إلى "تفاصيل  المحادثات الجارية". وقبل يوم من الجلسة الحاسمة  لمجلس العموم، لا يزال من المرجح أن يرفض النواب الاتفاق. وحذر مصدر أوروبي: "إذا جاء التصويت سلبياً، ننتظر أن يسألنا البريطانيون: ما هي الخطوة التالية؟  وعلينا أن نملك إجابة مساء الثلاثاء أو صباح الأربعاء".
من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، من عواقب رفض البرلمان اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال هانت، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي":  "في حال تم رفض الاتفاق، فسيتعرض "بريكست للشلل"، وقد يؤدي شلل بريكست في النهاية إلى عدم تحققه"، مشيراً إلى أن التراجع عن "بريكست" سيضرّ بسمعة بريطانيا العالمية.
وأضاف هانت: "اتخاذ قرار بالخروج من الاتحاد الأوروبي ورؤية عدم تحقيقنا ذلك لأي سبب في النهاية، يعد إهانة كبيرة للأمانة".
 
ماي تحذر
في الوقت نفسه حذرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، أعضاء البرلمان من أن عدم تأييد خطتها للانسحاب من الاتحاد الأوروبي سيمثل كارثة لبريطانيا.
وذكرت صحيفة " إكسبرس" البريطانية أن تيريزا ماي توجهت بنداء إلى النواب من أجل تأييدها خلال التصويت بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي . ويبدو أن ماي لم تقترب على نحو يذكر من ضمان التأييد الذي تحتاجه
وقالت تيريزا ماي " يجب على النواب ألا يخذلوا الناس الذين صوتوا من أجل الخروج من الاتحاد الأوروبي".
وأضافت ماي "قيامهم بذلك سيكون كارثة وخيانة لا تغتفر للثقة في ديمقراطيتنا ولذلك فإن رسالتي للبرلمان في مطلع الأسبوع بسيطة وهي أن الوقت حان للتغاضي عن المناورات وفعل ما هو صواب لبلدنا".
 
أزمة جوع
من جانب آخر دعت مجموعة من أعضاء مجلس العموم البريطاني، حكومة المملكة المتحدة، إلى تعيين وزير للجوع لمعالجة مشكلة انعدام الأمن الغذائي، خاصة بين الأطفال.
وتأتي هذه الدعوة، بعد الأخبار المثيرة للجدل، بشأن الطلاب الذين يأكلون من القمامة في المملكة المتحدة.
وقالت شيفون كولنغوود، مديرة مدرسة في موركام، لانكشاير في بريطانيا: إن الأطفال كانوا يأتون إلى المدرسة جائعين ويبحثون عن الطعام في علب القمامة، حسب ما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي".
وأضافت كلونغوود: "يعيش واحد من كل 10 أطفال في مدرسة في أسرة تعتمد على معونات من بنوك الطعام".
وسلطت لجنة التدقيق البيئي لعام 2017 الضوء على أرقام منظمة "يونيسف"، التي تبين أن 19 بالمئة من الأطفال دون سن الـ 15 في المملكة المتحدة يعيشون مع بالغين يكافحون لتأمين الغذاء.
ولكن الحكومة البريطانية زعمت أن عدد الأطفال الذين يعيشون في أسر بدون وظائف في انخفاض قياسي.
ولفتت شيفون كلونغوود إلى هناك 35 طفلا في مدرستها، تعيش عائلاتهم بمساعدة بنوك الغذاء، ورجحت أن تكون أعدادهم أكبر".
وقالت إنه عندما يحرم الأطفال من الطعام، فإن هذا يغير سلوكهم ويصبحون مهووسين بالأكل، لذلك لدينا بعض الأطفال الذين يأكلون بقايا الفاكهة من علب القمامة.
وأفصحت شيفون كولينغوود عن أن قلبها تحطم عندما وصل والدان إلى مدرستها، ثم انفجروا في البكاء، وأخبروها أنهم لا يستطيعون إطعام أطفالهما. ويتوقع معهد الدراسات المالية، أن يرتفع عدد الأطفال الذين يعيشون في فقر في المملكة المتحدة إلى رقم قياسي، يبلغ 5.2 ملايين خلال السنوات الخمس المقبلة.
 
تظاهرات ضد التقشف
وفي السياق نفسه تظاهر مئات البريطانيين في شوارع لندن وهم يرتدون السترات الصفراء، في أكبر تظاهرة حتى الآن في بريطانيا تستنسخ موجة الاحتجاجات التي تهز فرنسا.
وسار المتظاهرون، الذين يعارضون برنامج التقشف الحكومي ويطالبون بانتخابات عامة، في وسط لندن، قبل أن يتجمعوا في ساحة الطرف الأغر.
وبدعوة من منظمي التظاهرة البريطانية شارك ناشطان فرنسيان من الفاعلين في الاحتجاجات التي تشهدها فرنسا.
وقال أحدهما اريك سيمون، الذي يبلغ 61 عاما "نحن هنا للدعم".
وأضاف "أعتقد أن حركة السترات الصفراء في فرنسا هي نفسها كتلك التي تنمو الآن في بريطانيا  الناس سئموا الفقر والظلم وانعدام العدالة الاجتماعية والمالية".