ما هي الفلسفة؟

آراء 2020/10/26
...

   علي المرهج

سؤال حار به واحتار الفلاسفة، وكل واحد منهم أجاب عليه بحسب توجهه، فقيل إن الفلسفة «حُب الحكمة»، ولكن لم يبد لنا أن كل مُحب للفلسفة صار «فيلسوفاً»، وقيل إنها «البحث عن الوجود بما هو وجود» فصار غموضها يتجاوز قدرة الإنسان البسيط في تعقل المفهوم.
وقيل إن الفلسفة «سؤال» وتساؤل عن الوجود؟!، وما هو هذا السؤال؟، وماذا يعني الوجود؟.
عرَف الفلاسفة كل ـ بحسب توجهه ـ معنى الفلسفة، ولا أخوض في تعريفات الفلاسفة اليونانيين أو فلاسفة العصور الوسطى، مسلمين ومسيحيين.
عرفنا أن في الفلسفة قسمين: النظري يهتم بمعرفة «الميتافيزيقا» حتى قيل إن الفلسفة = الميتافيزيقا، في سؤالها عن أصل الوجود وطبيعة هذا الأصل، هل هو مادي؟ أم مثالي؟، وتساءل الميتافزيقيون عن الحقيقة بوصفها سؤالا عن أصل الوجود!.
وفي الفلسفة العملية هي تدبير للمنزلة وبحث عن استقرار للأسرة والمجتمع، فهي تدبير منزلي وتدبير لسياسة وأخلاق المجتمع والدولة.
كيف نعرف الوجود وأصله؟، هل نعرفه بالحدس أم بالعقل أم بالحس، وهذه من أدوات المعرفة، وبعض بني البشر يعتمد في ادراكه للوجود على أحدها.
سؤال القيم سؤال فلسفي، فهل يُمكن أن تكون الأخلاق ثابتة أو مطلقة؟ أو تكون نسبية ومتغيرة؟
ذكر (هنتر ميد) في كتابه (الفلسفة أنواعها ومشكلاته) مشكلات فلسفية عديدة أهمها: (مشكلة الوجود) و (مشكلة الإنسان) و (مشكلة الحب) و (مشكلة الحياة)، ولك أن تدرج مشكلات أخرى.
ما يُميز الفلاسفة أنهم مغامرون يسألون أسئلة تستفز نظم الطبيعة والأعراف الاجتماعية ولا يخشون لومة لائم.
لا يغرنك طرح فيلسوف ما، لأن طرحه مُجرد رؤية اجتهد فيها، لأن الفلاسفة يسعون ويجتهدون كي يكونوا رسلاً لادراك الحقيقة، ولكنهم لا يدعون امتلاكها لأنهم بشر، وكل ابن أنثى يُخطئ!.
الفلسفة تفسير فيه سعي لتغيير بحسب الماركسية، وهي كما يرى فلاسفة التحليل «توضيح للأفكار وفك لمعاني المفاهيم».
أقول لكم إن ما يُميز الفلسفة والفلاسفة «استفزاز العقل»، فهم دعاة التفكير من أجل ألا يتوقف العقل عن مشاكسة الوجود والحياة. إنها تفكير من أجل التفكير، وتفكير من أجل اعادة بناء وعي العقل بذاته أولاً وبمحيطه أو بالوجود ثانياً.