محمد شريف أبو ميسم
في أول مناظرة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع منافسه الديموقراطي جو بايدن، سخر الرئيس من الكمامة التي كان يرتديها بايدن ومن التزام هذا الأخير بالتباعد الاجتماعي، تجنبا للاصابة بفيروس كورونا، اشارة الى انتقاد سياسة الاغلاق وتكريس منهج التباعد الذي يطالب به بايدن في اطار برنامجه الانتخابي المتعلق بمواجهة الجائحة، حيال موقف ترامب الداعي الى التعايش مع الجائحة خشية تعرض الاقتصاد الأميركي للانكماش والكساد، فما كان على بايدن الا أن يرد بالقول «إن لا اقتصاد بدون صحة عامة، فما جدوى الانتعاش الاقتصادي حيال جائحة تهدد حياة الناس وتغرقهم بالخوف والقلق» معلنا أولوية التعاطي مع أدوات التصدي للفيروس، فما كان من الرئيس الا أن يخرج كمامته ويؤكد انها أداة للاحتراز وليس سلاحا مؤكدا للمعالجة.
ولكن سرعان ما جاء اعلان الرئيس ترامب عبر تغريدة له بعد يوم واحد من تلك المناظرة، «ان الفحوصات اثبتت اصابته وزوجته بالفيروس» وانه سيقوم بممارسة أعماله الرئاسية عن بعد خلال التزامه بفترة
العزل.
الأمر الذي أثار الكثير من الأسئلة بشأن هذا الاعلان وتوقيته بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تراجع شعبيته أمام منافسه بايدن. فهل ستخلق الاصابة تعاطفا شعبيا يكون مدعاة لالتفاف الأميركيين حول رئيسهم؟ وهل سيكون لتبريرات الجمهوريين من أثر على المواطن الأميركي بشأن اسلوب الرئيس في التخفيف من خطورة الجائحة وتجنيب الشارع الأميركي من حالة الهلع والارباك كما يدعي البعض منهم؟ وهل سيستغل الديموقراطيون حجم المعلومات الخاطئة التي تكلم عنها الرئيس بشأن التعاطي مع فيروس كورونا خلال فترة ادارة لأزمة الجائحة؟ وكيف سيكون تأثير خبر اصابة الرئيس على أسواق (المال والسلع) الأميركية والعالمية؟ في وقت تفتح فيه الأبواب للمضاربين بهدف استغلال اللحظة الناجمة عن مثل هكذا أخبار، وكيف ستنسحب آثارها في الأيام المقبلة التي ستشهد مزيدا من انخفاض درجات الحرارة ومزيدا من الخلط بين الانفلونزا الموسمية وكورونا؟ والأهم من كل ذلك هل سنشهد الخوض في معطيات جديدة تديرها الأصابع التي اتهمت بصناعة الفيروس وتفشي الجائحة بهدف تكريس فكرة خطورة الفيروس وزيادة الحاجة لوجود اللقاح الذي يقال انه معد مسبقا في اطار التحضيرات لعمل شبكة الانترنت الفائقة السرعة المسمات 5G؟ انها أسئلة تتوارى أجوبتها خلف كمامة الرئيس الأميركي، وفريقه الذي يتحكم في الاعلام العالمي ويناقل الرأي العام العالمي
كيفما يشاء.