مجزرة الخيلانيَّة

آراء 2020/10/31
...

 حسين رشيد
 
 
كشفت جريمة قرية (الخيلانية) في مدينة المقدادية/ شهربان عن ولادة جيل جديد من الارهابيين، معتمدا اساليب ارهابيي القاعدة في تفخيخ الجثث وتفجيرها على من يقترب منها، وسبق ان حدث هذا في المدينة ايام العنف الطائفي 2005 - 2008، ما يعني أن ثمة توجها للارهابيين، لإثارة تلك النعرات من جديد في مدينة لا تزال تئن من جراح الارهاب والعمليات العسكرية، التي تسببت بإخلاء عشرات القرى من ساكنيها بضمنها قرية الخيلاينة والذين لا يسمح لهم الى اليوم بالعودة لبيوتهم وبساتينهم، ما جعل مساحات واسعة منها بعيدة عن انظار ومتابعة القوى الامنية، بالتالي باتت ملاذا ومعسكرات تأهيل للإرهابيين ومن التحق بهم في الفترة التي تلت اعلان النصر على عصابات داعش الارهابية.
هذه المجزرة بكل ابعادها تستوجب على الجهات السياسية والدينية والامنية، اعادة النظر بكل تفاصيل مدينة المقدادية اولا ومحافظة ديالى ثانيا. فهي بمثابة جرس انذار من العصابات الارهابية، ان بمقدوره العودة في اي لحظة 
يشاء. 
فشاعة الجريمة وطريقة ارتكابها، تبين ان هذه العناصر تمزج بين اساليب القاعدة وداعش وهذا تكتيك جديد في العمل الارهابي، اذ اعتمدت ارتداء قناع الوجه في التنفيذ ما يعني عدم التعرف عليهم، وما يسهل تواجدهم في اي مكان اخر بعد انتهاء تنفيذ العملية، وهذا ما كان متبعا عند ارهابيي
 القاعدة.
الصور التي نشرت في صفحات داعش، تشير الى ان العناصر التي ارتكبت الجريمة في منتصف العشرينات من العمر حتى الثلاثينات منه، وانهم غير ملتحين، ملابسهم اقرب الى زي القاعدة، وهذا ما يوضح ان ثمة تداخلا بين عمل واساليب العصابتين الارهابيتين اللتين ربما تولدان عصابة جديدة، قد تكون اكثر بشاعة وتطرفا منهما، خاصة ان المجزرة تبين ان هناك مراقبة ورصدا لفترة ليست بالقصيرة للضحايا، واطلاعا تاما على طبيعية المنطقة ومعرفة المداخل والمخارج الامنة، كما تريد بث الخوف والهلع في نفوس اهالي المدينة واستدراج المتعنتين منهم الى منطقة العنف الطائفي، وهذا ما يخشى 
منه.ـ