رضا المحمداوي
لقطة للحرب... لقطة للحياة
1 - لقطة ( الجدار )
في الفيلم السينمائي الاميركي (الجدار) للمخرج: دوج ليمان، ثمَّة قناص عراقي يحاصر إثنين من الجنود الاميركان: الممثل آرون تايلور جونسون والممثل جون سينا في بيئة صحراوية ليس فيها سوى جدار بقي من ركام مدرسة مُهدَّمة، وقد إتَّخذَ الفيلم عنوانهُ من هذا الجدار بوصفهِ شاخصاً درامياً مُميَّزاً في تلك البيئة القاحلة، ويقف بين الاثنين: القناص العراقي في كفّةٍ، والجنود الأميركان في كفّةٍ اخرى، ليصبحَ ،فيما بعد، ذلك الجدار مكاناً سينمائياً رئيساً شَهَدَ جميع أفعال وأحداث صراع الموت أو الحياة الذي تخوضهُ كلتا الكَّفتين، وإن كان بشكل خفي ومستتر حيث تحكمهُ قواعدُ لعبة الظهور والاختفاء بين الطرفين.
اعتمدَ الفيلم على خطٍ درامي واحد تجسّدَ لنا بذلك القناص العراقي وهو يقف بالمرصاد للجنود، يُهدَّدهم بالموت في كل لحظة، ورغم ان هذا القناص، الذي لا يظهر في الفيلم نهائياً، ونبقى نسمعُ صوتَهُ فقط، من خلال جهاز المخابرة اللاسلكي، يصفُ نفسَهُ بأنهُ (رجل عراقي عادي) لكنهُ يبدو قوياً وصبوراً ومتمّكناً في حيلتهِ التي يحكمُ الطوق فيها على خناق الجنديين المُحاصرين، وفي المقام الاخير انه صاحب رسالة يَودُّ إيصالها لاولئك الغرباء.
(الجدار) واحدٌ من بين عدة نماذج أنتجتها السينما الاميركية تقفُ على الضد من فكرة الوجود الاميركي في العراق من جانب، ومن جانب آخر تمُجّدُ روح البطولة العراقية وتشيدُ بها.
ما أحرانا بتمثّل هذه الفكرة وإستحضارها درامياً في الاعمال الفنية تلفزيونياً وسينمائياً، والنسج على منوالها، وخاصةً في إظهار البطولات العراقية التي سطَّرتها قواتنا المسلحة بكافة صنوفها وعناوينها في مواجهتها لقوى وعصابات الإرهاب، حيث خاضتْ ضدها حرباً طاحنةً طويلةً إمتدتْ على مدى ثلاث سنوات تكلّلتْ بالنصر العراقي الكبير على تلك العصابات الإجرامية.
2 - لقطة (لوسي)
قد تفوتنا بعض الأفكار والموضوعات المُهمَّة والقيم الانسانية العالية التي تتناولها أفلام التشويق والإثارة ذات الطابع المفرط في حركتهِ، وذلك بسبب من حكمنا النقدي السلبي المُسبق على مثل هذه الافلام والقاضي بخلوها من أيِّة قيمةٍ فنيةٍ، لكن مثل هذا الحكم لا يصحُّ إجمالاً على كل الافلام وفيلم (لوسي) ينطبق عليه هذا الاستثناء.
فرغم أن هذا الفيلم يُصنّفُ ضمن أفلام الخيال العلمي، وبإطار بوليسي، وبمواصفات أفلام الـ ( الأكشن - action) السينمائية المعروفة إلاّ أنه إنطوى على قيمة إنسانية عالية وواضحة تتبنى معنى الحياة، وبضرورة الحفاظ على ذلك المعنى بما يتطلبهُ الامر من إلتزام إخلاقي إزاءها.
الفيلم عرضتهُ شاشة (m.b.c)
وهو من تمثيل: سكارليت جوهانسون ومورغان فريمان وعمر واكد.. إخراج: لوك بيشون.