بغداد / فاطمة رحمة
تنسج المخيلة علاقة خفية مع الاعلام، تتجلى بوقوف المثقف أمام الكاميرا او وراء المايكرفون؛ كي تنسكب التداعيات. رئيس اتحاد الادباء والكتاب.. القاص ناجح المعموري، علاقته بالمايكرفون والكاميرا ثنائية متداخلة، لكنه يعتقد ان الكاميرا تفضي به الى مساحة واسعة: “واعني بالمساحة.. الصورة، والمعروف الان ان الفعالية الكبرى والتاثير البليغ والعميق هو للفوتوغراف” مؤكدا: “لهذا نجد في السنوات الاخيرة ان الفوتوغراف تحول الى مصدر مهم في المعرفة والفلسفة، وهذه ظاهرة مثيرة وملفتة للانتباه”.
ما زال رئيس إتحاد الادباء في نطاق الاعتقاد بان المايكرفون وسيط ناقل للصوت المتجاور مع الصورة التي تظهر على الشاشة: “وهذا يلعب دورا في مسك ايقاع المتحدث وتاثيرات المثقف التي تبدو على ملامح وجهه واعني بها السيمياء”.
التبس طرح الناطق عن الاتحاد الشاعر عمر السراي؛ فاستوضحناه؟ ليجيب: “قد أكون اكثر شخص يتعامل مع المايكروفون والكاميرا، ولكن ربما هناك شيء مستغرب خاصة الكاميرا الفوتوغرافية، انا لا اجيد النظر والوقوف امام الكاميرا، وكانني اخاف شيئاً معيناً، ربما لـ ضرورات التلفزيون حينما اقدم حلقة او شيئاً انظر الى الكاميرا” مستطردا: “هذا امر، والامر الاخر، انني اعشق المايكروفون جدا؛ لذلك اردد دائما عبارتي الشهيرة في الجلسات باننا ندير الحياة من خلف مايكروفون صغير؛ اظن بان قيادة الحياة هي من خلال الصوت قبل ان تكون هناك صورة، لاننا.. دائما.. نستمع الى نبض القلب قبل ان ننظر الى الوجوه” مضيفا بان الصورة هي الاساس والجوهر في حياتنا وستبقى حتى الابد مرآتنا.
متانة
علاقة الشاعر باقر جعفر العلاق، مع الكاميرا والمايكرفون وطيدة ومتينة ومستمرة: “كوني شاعرا وصحفيا” مشيرا الى ان كل مثقف عندما يوصل معلومته الى الاخرين تصل عن طريق هاتين الوسيلتين اللتين اصبحتا جزءاً من حياة النجوم والشعراء والفنانين والسياسيين.
“اذن هما بحد ذاتهما ثقافة ووسيلة للايصال واعطاء الصورة والفكرة” قال العلاق مشخصا نفسه: “بالنسبة لي المايكرفون والكاميرا توأمان اعشقهما، خاصة المايكرفون؛ فهو صديقي على المنصة في المهرجانات والاماسي الشعرية والمحافل الثقافية”.
بدايات
وقالت الاذاعية اسماء عبيد.. من مؤسسي الملتقى الاذاعي والتلفزيوني: “باعتباري اذاعية وبدايتي، في اذاعة جمهورية العراق، تربطني علاقة وثيقة بالمايكرفون؛ كونه جزءاً مهماً من عملي، كما ان للكاميرا اثراً في نفسي.. خاصة عندما كنت متدربة في الفضائية العراقية، العام 1998” منوهة بان للكاميرا خصوصية في التلفزيون؛ لاهميتها في ايصال الصورة الى المشاهد.. والمايكرفون في الاذاعة، يلعب دورا رئيسا ومهما وكبيرا في ايصال صوت المذيع الى المستمع؛ باعتباره الوسيلة الناقلة للصورة الذهنية”.
بينت الاعلامية عبيد: “ حبي وعشقي للمايكرفون ورغبتي بالوقوف امامه؛ جعلني اعود مرة اخرى الى عالم الاذعة بعد انقطاع دام 18 سنة”.
والى ذلك قال المهندس ماجد مهدي نعمة.. متابع للادب والفن: “الوقوف امام الكاميرا او وراء المايكرفون، له رهبة في داخلي، برغم استيفاء ادواتي في اختصاصي، لكن عندما يوكل لي اي نشاط يحتاج ان اقف امام الكاميرا وامسك المايكرفون، اجد انني امام مسؤولية كبيرة؛ لان الكاميرا تنقل صورة حية للمشاهد والمايكرفون يوصل ليس فقط الصوت انما الاحساس ايضا يخرج من خلال نبرة الصوت، بحيث المستمع يشعر بحرج وارتباك و خوف المتحدث.. إنه ينقل صوتا واحساسا
للمقابل”.
من جهته قال المصور الصحفي كريم الدفاعي.. مصور المجالس الثقافية وجريدة وتريات جواهرية: “الكاميرا هي روحي، احملها واقف امامها، وكلاهما له احساس مختلف عن الاخر، سواء أحمل الكاميرا ام وقف امامها.. كل له مسؤولية خاصة” معلنا: “تعاملت مع الكاميرا منذ ان كانت بالاسود والابيض، والحمد لله موهبتي كبيرة، تعلمت منها الكثير.. جعلتني انظر للاشياء بمنظار اوضح وادق”.
وواصل: “عندما اتعامل مع الكاميرا احمل ثقة المقابل على عاتقي، وعندما اقف امامها، علي ان اعطي حق هذه الوقفة، وكلما مسكت او وقفت امام الكاميرا اشعر بفرح؛ لانها اصبحت جزءاً من روحي وعلاقتي بها مثل علاقة الاب بابنائه”.
عندما تستدعي إحدى الفضائيات الكاتب والصحفي غالي العطواني.. من “طريق الشعب” لمحور ما، ويقف امام الكاميرا، لا يحس بالارتباك، مبررا: “لاننا تولدت بيننا علاقة حميمة.. بيني والمايكرفون والكاميرا.. اعتبر الكاميرا عينا اعلامية تضيء للعالم بعض الحقائق”.