في الخامس من كانون ثاني العام 1961 توفي شاعر العامية المصرية بيرم التونسي في حي السيدة زينب في العاصمة المصرية
القاهرة.
وفي 23 آذار العام 1893 ولد، لاب تونسي الاصل. وبين نقطتي البداية والنهاية كانت حياة غنية بالشعر
والسياسة.
هجر بيرم التعليم في سن مبكر وانكب على القراءة وخاصة الشعر الذي شرع في كتابته بالعامية.
وكانت قصيدة “المجلس البلدي” أولى قصائده التي ذاع صيته وانتشر اسمه وفيها وجه انتقادات حادة للمجلس البلدي لفرضه ضرائب كبيرة على السكان.
وكان أن التقى بيرم المغني سيد درويش فألف له عددا من الأغاني ذات الطابع السياسي التي حوت انتقادات للأسرة المالكة.
ومع اندلاع ثورة عام 1919 كان بيرم من أشد المؤيدين لها وكتب قصائد منها “البامية الملوكي والقرع السلطاني” والتي أدت إلى غضب الملك فؤاد فأصدر مرسوما بنفيه إلى
تونس.
وفي هذه القصيدة يقول:
سلطان بلدنا مرته جابت ولد: ولد وقال سموه فاروق
فاروق فارقنا بلا نيله: دي مصر مش عايزالها رذيلة
وبعد عام ونصف العام تحايل على الوضع ونجح في العودة متخفيا إلى مصر ليلقى القبض عليه بعد 3 أشهر وينفى مجددا إلى فرنسا.
وفي هذه الفترة كتب يقول:
الأوله آه والثانية آه والثالثة آه
الأوله مصر قالوا تونسي ونفوني جزاة الخير وإحساني
والثانية تونس وفيها الأهل جحدوني وحتى الغير ما صفاني
والثالثة فرنسا وفي باريس جهلوني وأنا موليير في زماني
وفي عام 1938 نجح التونسي في التسلل مرة أخرى عائدا إلى مصر عبر ميناء بورسعيد، وقد أصدر الملك فاروق عفوا عنه فشرع في العمل بالصحافة.
وغنت له أم كلثوم عدة قصائد مما ساعد على شهرته في العالم العربي، ومن بين ما غنته” كل الأحبة” وفيها يقول:
كل الأحبة اتنين اتنين: وانت يا قلبي حبيبك فين
وفي عام 1960 حصل بيرم التونسي على الجنسية المصرية وبعدها بعام واحد توفي متأثرا بالربو.