بايدن او ترامب.. وفلسفة حكم روما !

آراء 2020/11/08
...

 حسين الذكر
منذ تدوين التاريخ كانت المصالح هي العلة الأولى لتطور وسائل الحكم في تعاطي الانسان مع الآخر لتحقيق مصالحه او ما يمكن أن نسميه حصرا بعلم السياسية الذي لا يحتمل أي نفاق اخر، فالمصالح أولا.. هذا ما توجه شعار الغاية تبر الوسيلة و (  كل الطرق تؤدي الى روما )  بمعنى ان النخب المهيمنة على مقدرات العالم عبر ادارتها من اقبية وقصور روما ستجعل الجميع يمرون على طريقها ويسلمون غلاتهم هناك . 
عبر آلاف السنين والسنن المعدة سلفا ما زالت تتحكم  وان تغيرت الأساليب والازياء والاسماء والشعارات والفلسفات، الا ان الأسس واحدة وان تحورت لضرورة حرباوية، فغزو الاسكندر المقدوني للشرق لم يكن ترفيا لدفء الشمس، كما ان هولاكو لم يدمر الحرث والنسل من تاريخ الشرق وحضاراته للهو مع الغلمان او استماع قصص النسوان، انه الحكم والهيمنة على المقدرات وتسيير العالم بذات القبضة المتوجة تحت عرش روما  ان فلسفة ركوب الخيل لا تغير بعنوان شرقي تتري او غربي صليبي. 
حينما شرع كولومبس يكتشف قارات العالم الجديد لم يكن يبحث عن ذهب فحسب، فضلا عن كونه لم يمثل نفسه، فكما العقول المهيمنة على مقدرات العالم الان تبحث في المجرات عما يعزز سيطرتها ويعظم سلطانها  كانوا كذلك يسوقون كل شيء من اجل ذات الأهداف  انها فلسفة قائمة لم تتبدل وعقلية راسخة بتنفيذ خططها بلا هوادة ولا خلل.
من هنا فالانتخابات الاميركية تعد امتدادا لتلك الفلسفة،  قد تتغير العناوين الا ان الحكم ثابت عبر مؤسسات حاكمة تعي ماذا تريد وينبغي عمله، هذا وحده أمن لها البقاء، اما الفائز ( ترامبيا كان او بايدنيا ) فانه واحد في العرف والفلسفة الغربية الحاكمة، فروما بوابة العالم التي ينبغي أن تمر عبرها قوافل تجار العالم وتدفع جزيتها، 
صحيح ان الخطط والأساليب تتغير ولغة التعاطي مع الاخر تنسجم مع هذا المتغير، لكن الاهداف ثابتة لا تتغير وفقا لفلسفة روما ان كانت بالفاتيكان او 
واشنطن  .