بفداد / الصباح
انضم الفيلم العراقي "موصل 980" للمخرج علي محمد سعيد الى قائمة المنافسة على جوائز الفيلم القصير في المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي في دروتهـا الـ 69 التي تعقد في السابع من نيسان.
وقال سعيد لـ (الصباح) في حوار عبر الشبكة العنكبوتية: "سعادتي بلا حدود لسببين؛ أولهما انه فيلمي الأول، وثانيهما كونها المشاركة العربية الوحيدة في هذا القسم الحيوي من مسابقات المهرجان"، فضلا عن كونها واحدة من أعظم اللحظات السعيدة في حياته، إذ اختلط فيها الفرح بالبكاء والتحدي بالخوف والنجاح بالفشل، فمن وجهة نظره: " ليس هناك وصف محدد للحالة، فهي أقرب الى شطحات الصوفية، أما في المعنى السينمائي، فهي لحظة اعلان ولادتي كمخرج سينمائي بعد فترة انتظار واستعداد استمرت لسنوات، إذ كنت رهين الدرس السينمائي الأكاديمي في اميركا طالبا، وحبيس التجارب المبهرة، التي اطالعها واتعلم منها ابجديات لقول البصري" .
سألنا مؤسس "اكاديمية انكي للفيلم" في ميشيغان الامريكية، عن حكاية وظروف انتاج "موصل 980"، فأجاب: لم يكن الامر سهلا على الاطلاق، فقد تعرضنا الى عبوتين ناسفتين كادتا ان تقتلنا، فضلا عن عشرات الجثث التي كانت منتشرة في مناطق الموصل التي صورنا فيها، ويلفت سعيد الى ان الفيلم "يتناول محنة النساء الايزيديات اللواتي تعرضن للاختطاف والاغتصاب على ايدي مقاتلي داعش بعد سيطرتهم على مدينة الموصل العراقية في العام ٢٠١٤، اذ بلغت اعداد النساء اللواتي تعرضن لمثل هذه الحالات ٣٥٠٠ امرأة أغلبهن من الفتيات القاصرات"
ويرى علي محمد سعيد ان ظروف انتاج فيلم "موصل " 980 “لا تختلف كثيرا عن انتاج أي فيلم عراقي آخر، فالعراقيل ذاتها والأزمات المالية نفسها، ولكنه يعتقد " ان بعض التخطيط الجيد والدعم من أناس تثق بقدراتك يمكن ان يمضي المشروع الى نهايته ولعله يحقق نجاحا يعلن احقيتك في صناعة أفلام تروي قصص شعب ومتاهات جيل عاثر الحظ ".
ويشير سعيد الى ان "اكاديمية انكي للفيلم" تحملت الجزء الأكبر من عمليات الإنتاج وما بعد الإنتاج وتقاسمت المسؤولية معي شركة "مدينة الفن للسينما والتلفزيون " التي يديرها د. حكمت البيضاني، وكذلك شريكتي في رحلة الفيلم المنتجة هدى الكاظمي مدير "شركة عشتار عراق للإنتاج السينمائي"، فنحن الثلاثة عملنا بجهد على مدار عام لتهيئة عوامل النجاح، وهذا ما حصل، اذ تتوجت جهودنا باختيار مهرجان برلين للفيلم ممثلا وحيدا عن العراق والعرب للمنافسة على جوائز فئة الفيلم القصير.
ويستذكر سعيد حادثة طريفة حدثت له في مرحلة دراسته الأولى في اميركا، اذ سألته البروفيسور ليزا عن خططه بعد خمس سنوات ماهي، فأجابها: "سأكون في برلين وبيدي دب صغير “ ويتابع صاحب" موصل 980” ان ليزا قالت له: “يمكنك ذلك اجعله هدفك وسيتحقق"، ويصر سعيد على انه سيحقق نبوءة استاذته الاثيرة ويعود بالدب الصغير".