من الذي انتصر في تشرين؟

آراء 2020/11/10
...

 حارث رسمي الهيتي

ما أن رفعت خيم المعتصمين من ساحة التحرير بوصفها قلب الاحتجاج العراقي، حتى انهالت علينا التحليلات والآراء والبيانات التي تتحدث عن اسباب «انتهاء الاحتجاج»، فهناك من ذهب الى ان تشرين أدت ما عليها، وحققت انتصارها بتحقيق مطالبها المتمثلة باقالة حكومة عادل عبد المهدي واقرار قانون جديد 
للانتخابات.
 وهذا رأي يدل على فهم بسيط لقائله أو تراه صادراً من ماكنات اعلامية تريد اقناع/ايهام الناس بأن لتشرين هذه المطالب فقط بل واهمها، وهذا ما أرجحه. 
واذا ما دققنا جيداً واستعدنا سير الاحداث سنجد أن مطلب اقالة الحكومة آنذاك أتى بعد أن سقط الكثير من المحتجين ضحايا لقمع مفرط واستخدام غير مبرر للقوة، اما قانون الانتخابات فما اقر في البرلمان لم يكن بحال من الاحوال هو القانون الذي أراده المحتجون، فما ارادوه هو قانون يضمن على الأقل عدم تمكين القوى المتنفذة من الوصول الى مركز صناعة القرار مرةً أخرى. أو ألا يبقوا متنفذين حصريين على الأقل.
على أية حال، اذا افترضنا أن تشرين هي معركة يجب تحديد المنتصر فيها والخاسر، فعلينا أولاً أن ننتبه الى انها معركة قيّمية، معركة لا تبحث عن قضم الأرض أو مسكها، أو بسط النفوذ على هؤلاء لصالح غيرهم، هي معنية باعادة حلم الانتماء الى هذا البلد لا غير، وبالتالي صناعة أو احياء مفهوم الهوية الوطنية التي نراها قد تشظت الى هويات فرعية وأخرى أقل من الفرعية حتى.
 تشرين كانت معركة من أجل السلام فمتى ما انتصر الأخير عد ذلك انتصاراً لتشرين، ومتى ما ارتفع صوت الانتماء مقابل صوت الارتماء بأحضان هذه الجهة أو تلك علا صوت تشرين وانتصر.