نوزاد حسن
حين تابعت ردود الفعل تجاه خسارة ترامب في الانتخابات امام بايدن، تذكرت وقفة ميسي حين خسرت برشلونة بثمانية أهداف سجلها بايرن ميونخ في مرمى برشلونة، بالقسوة نفسها اطاح بايدن بترامب وهنا قفز من قفز فرحا بزوال شبح الرجل الاشقر الذي تصرف بطريقة أرعبت حتى جيرانه الاوربيين ايضا.
دعونا نسمي هذه الانتخابات الاميركية بالكلاسيكو الرئاسي، فالحماس الذي تفجر عقب هزيمة ترامب يشبه حماس مشجعي الرياضة وهم يتفننون في صناعة الضحك من الفريق الخاسر.
لكني في الحقيقة لا اميل كثيرا الى هذا التفاؤل سواء بقي ترامب في السلطة ام ذهب، كما ان بايدن في النهابة هو رئيس اميركي يفكر بمصلحة بلاده قبل كل شيء.
قد يراجع بايدن بعض قرارات ترامب الدولية التي تبدو غير منطقية، كقراره في ملف الهجرة وحظر قدوم مهاجرين من دول اسلامية او انسحابه من اتفاقية باريس للمناخ، وقضايا اخرى ملحة.
ثم هناك التواجد الاميركي ومسألة انسحاب القوات الاميركية من العراق احدى اهم القضايا التي على الادارة الاميركية ان تحسمها بعد ان يجلس بايدن في البيت البيضاوي.
افهم السياسة الاميركية من تصريحات القادة والمسؤولين الاميركان انفسهم، لذا انا حذر كما قلت، فالرئيس الاميركي ليس شخصا عاديا، انه رجل يمسك بخيوط مشكلات العالم كلها، هذا ما قاله كيسنجر حين اشار الى ان الولايات المتحدة لن تحل مشكلات العالم، لكنها ستمسك بتلك الخيوط، هذا يعني ان خلافات السياسة ان وقعت في اية دولة، فلن تكون ذلك في مصلحتها، ومع الوقت ستتسع الخلافات، ويبدأ التدخل الدولي في شؤونها من دون ان يكون القرار وطنيا.
أظن أن كلام كيسنجر مرعب، انه قانون اميركي فيه مسحة ساخرة وكأننا امام مسرح للدمى يتحرك باصابع الدول التي تمسك بالخيوط، وستكون مأساة كبيرة ان كانت الخيوط في اكثر من يد، فهل سيتعلم القادة والاحزاب السياسية خطورة المرحلة القادة؟ وهل سيكون هناك نوع من التضامن الوطني بين القوى التي تحكم البلد منذ عام 2003 كي نتجاوز المحنة الكبيرة التي يتعرض لها البلد، ولا اظن أن هناك وقتا مثاليا افضل من الوقت الذي نمر به، اعني ان المشكلات المالية والاقتصادية والصحية والامنية كلها دوافع للوحدة الوطنية التي ننتظر ولادتها جميعا.