الحياة بطبيعتها تحمل الأضداد والنقائض ولا يمكن بأي حال من الاحوال أن يسود أحدهما على الآخر، مثل الفرح والحزن، الضحك والبكاء، وهكذا تجري الحياة بكل صورها واشكالها.
التناوب صفتهما الطبيعية وقد تكون أمثالنا الشعبية فيها من الغرابة ما يناقض ما نقوله في هذا المجال، فحين نقول( الضحك بلا سبب من قلة الادب)، نجني على سلامتنا النفسية.
بعبارة أخرى حين لا تتوفر الاسباب نبقى في حالة كدر وحزن، يا لها من مفارقة عجيبة، اما كان من الاجدى أن نقول: (العصبية بلا سبب من قلة الادب). اين ضرر الضحك؟.
انها قضية شخصية ومفيدة للجسم والروح وعدواها أكثر صحة للآخرين،ألم يقولوا (جاور الضحوك تضحك).
بل يصل بنا الحال الى الخوف من الضحك فنقول( اللهم اجعلها ضحكة خير).
ونتلفت بوجل كأننا اقترفنا ذنبا ما ونلوم انفسنا ونقرعها احيانا على ما هو طبيعي وسليم.
والأدهى من ذلك هنالك من يقول (امشي وره اليبجيك) ما القضية ؟ هل نحن في مصحىة نفسية؟. الخوف من الضحك يخلق شخصية مرعوبة ومشوشة ومستفزة
ومتجهمة.
فمن النادر أن تجد شخصا يبتسم لك على قارعة الطريق، بغياب الضحكة والابتسامة تكون الاعصاب مشدودة ومنهكة، قد تكون الاوضاع المأساوية التي مر بها العراق هي التي جعلت الحياة تأخذ طابعا سوداويا.
فالحروب متوالية ومتسلسلة، بحيث أصبحت الثياب لونها اسود لجميع المناسبات او موضة العصر.
في بعض الاحيان نجد الشخص يقول (اخاف اروح لفلان وما القاه، اخاف اكل واحرم من العشاء)، (اخاف احجي وعلي النا س يكولون). ولذلك اصبح لزاما علينا ان ننظر الى الحياة بشكل مختلف ونضع ما مررنا به خلف ظهورنا، اعادة التأهيل ليس هينا، فلقد عانى الجندي الاميركي من حروب افغانستان والعراق وقبلها فيتنام وبدأت تظهر اعراض نفسية خطيرة عليه.
وتشير الدراسات النفسية الى فوائد جمة للضحك ولسنا بصدد ذكرها، لانها متاحة ومتوفرة في محرك البحث غوغل.
ما نريد أن نقوله هنا ان الحياة ارحب واوسع من حصرها في جانب احادي، يلغي التنوع والتعدد على كل الصعد، فمن المعروف ان الذي يضحك ويبتسم يستطيع الانفتاح والتفاعل مع العالم بحرية ويسر، وهذا يتعلق بحركة الشخص والتغيير، فلولا حركة الارض حول نفسها لما حدث الليل والنهار ولولا حركة الارض حول الشمس لما كان هناك فصول اربعة.
فالتقوقع والانطواء والانغلاق يجعل الحياة ذات فصل واحد ولون واحد وسفاري واحد كما كان في عهد ماو في جمهوريته، ومكان واحد وزمان واحد انها الرتابة ذاتها والرأي نفسه والايام متشابهة.
ربما كان احسن وصف لما يجري في زمن النظام البعثي الفاشي ،هو اطلاق صفة جمهورية الخوف على العراق في ذلك الوقت، حيث كان جلاوزة البعث بوجوههم العابسة المتشنجة والكالحة يخنقون مسرات وافراح الشعب العراقي ويصادرون، سبل العيش الكريم اللائق، وهو ماترك اثاره في اسلوب الحياة في كل محطاتها.