الرئيس جوزيف

آراء 2020/11/13
...

 نجاح العلي
 
 
الانتخابات الأميركية الاخيرة من اكثر الانتخابات مشاركة للناخبين الاميركيين والاكثر متابعة وترقبا من قبل جميع دول العالم على مر التاريخ الطويل في مسيرة هذا البلد الديمقراطي، والذي يسعى بالترغيب والترهيب الى اشاعة نموذجه في الحكم وفي الحياة وترسيخه في جميع الدول.
فالرئيس الحالي من الصعب قراءة افكاره او التنبؤ بسياساته بحكم خبرته وحنكته السياسية فالمتتبع لتاريخه السياسي يجد انه اصبح في مطلع الثلاثينات من عمره عضوا في مجلس الشيوخ واعيد انتخابه لهذا المنصب طيلة عقود الثمانينيات والتسعينيات ومطلع الالفية ليصبح في عام ٢٠٠٩ نائبا للرئيس في عهد اوباما.
ومن عادة الرئيس الديمقراطي انه يكون ميالا لنهج حزبه، فسياسة الحزب الديمقراطي سياسة النفس الطويل والحمائم التي تتجنب المواجهة والصدام، عكس الحزب الجمهوري الذي يتبع سياسة العصا والجزرة وخوض الحروب وفرض العقوبات المالية والاقتصادية ، وهذا الامر تدركه اغلب الانظمة الشمولية والدكتاتورية وترسم سياساتها الداخلية وتتخذ قراراتها الاقليمية بناء على من يتبوأ هذا المنصب.
وقد ترجع سياسة الحزب الديموقراطي الصبورة والهادئة مستمدة من لونه الازرق الهادئ وشعاره( الحمار ) الذي اختاره المرشح اندروا جاكسون عام ١٨٢٨ شعارا لحملته باعتباره حيوانا مسالما متواجدا عند الطبقة العاملة وبسطاء الناس عكس الحزب الجمهوري المعروف عنه انه نخبوي والذي اختار الفيل للدلالة على كثرة المال وثقل صوتهم الانتخابي واختار اللون الاحمر دلالة على العنفوان والتسلط والقوة.
وقد تنفس اغلب حكماء ومثقفي العالم الصعداء وتنهدوا تنهيدة طويلة بفوز الرئيس جوزيف روبينيت بايدن الذي يختلف عن سابقه ترامب، الذي اتبع سياسة انكفائية وانطوائية وانسحب من العديد من الاتفاقيات والمنظمات الدولية، بسياسة حمائية لا تليق بدولة تدعي قيادتها وتسيدها العالم كونها اقوى قوة عسكرية واقتصادية وسياسية.
اقليميا ومحليا يبدو ان فوز بايدن سيهدئ من التصعيد في منطقة الشرق الاوسط على الاقل بانتظار خطوات الرئيس وسياساته تجاه المنطقة التي لن تتبين الا بعد مرور سنة على الاقل واكتمال كابينة الادارة الاميركية، التي يتضح من خلال اختيار اعضائها وميولهم السياسية ما نحن مقبلون عليه، لكن في النهاية لايصح الا الصحيح، فمصير الشعوب مرتبط ومتعلق بما يقرره ابناؤه رغم الضغوطات والمخططات الاقليمية والدولية التي قد تنجح في فترات معينة، لكنها لن تصمد طويلا امام ارادة وتصميم شعوب المنطقة بما يحقق امالها وطموحاتها في حياة حرة وكريمة.