العلم أولاً

آراء 2020/11/16
...

 حسين الذكر

 كان القرن العشرين يلوح بافق اهل السياسة والنخب الواعية الباحثة عن اصلاح اممها المسيطر عليها بالثالوث الخطير المتمثل ( بالامية والفقر والمرض ) .. الذي يعد شعارا سائدا آنذاك، لا سيما في عالمنا العربي المحتل المسيطر عليه وبقية الدول الإسلامية مغلوبة الامر مسلمة اليد حد الاستسلام ..
الحركة الإصلاحية باي زمكان دوما تسبقها تهيئة ثقافية معرفية يمكن أن تهيئ الأرضية المناسبة لحراك ما وهذا ما فعله فولتير في فرنسا وماركس في اوروبا .. وغير ذلك الكثير في بقية حضارات عالم اليوم، اما في عالمنا العربي والإسلامي فان القرن التاسع عشر شهد حركة إصلاحية وقف على رأس قيادة تيارها كل من ( جمال الدين الافغاني وعبد الرحمن الكواكبي ومحمد عبده ) .. التي مهدت لنهوض ما وبدرجات ما في بعض مفاصل الامة وان لم يظهر حيز تنفيذه ولم يأخذ سعة مدياته لاسباب موضوعية تتلخص بما تعانيه الامة من هيمنة اجندات ظلت قائمة الى اليوم .
ذلك لا يلغي الدور الكبير الذي شهدته ونهضت به وما زال الخير فيها منذ حراك أولئك الكبار وغيرهم العشرات في امة (اقراً   التي كانت اول مفردة وتوصية امرت بها السماء في تكلفيها للمصلح العالمي الكبير الرسول الأمين محمد (ص ) كدلالة وتعبير صادق لسر نهوض الامة وتطورها وعلو شأنها .. اذ لا بديل عن العلم الذي اساسه القراءة وطلب المعرفة وحسن سير مناهج التعليم .
بينما اليوم وبعد انتهاء الموسم الماضي على كارثة غلق المدارس واهانة الملاكات التعليمية والتدريسية ومن ثم الحاقها باجندات الجائحة التي قضت على رحم العلم ومنهل المعرفة في العالم العربي المستسلم لسياقات وتخطيط كورونا جملة وتفصيلا، حتى ظهرت ثقافة العبور والنجاح المجاني بالجملة والامتحان المخفف واكذوبة التعلم عن بعد لدرجة فضحت فيها من خلال تضخم المعدلات وطول لسان المتجهلين 
والمتجهلات.
ان الامة التي لا تهتم بتعليم اجيالها على أسس معرفية تربوية صحيحة لا يمكن لها أن تتلمس الضوء في وضح النهار ولن تستشعر الامن في عتمة الليل .. تلك امة جاهلة مستغرقة بعواهن الفشل وتخمة الاستهلاك والانقياد الاعمى نحو آفة الامية والمرض والفقر  المتمترس حول رقابنا والمعشش بمجتمعاتنا، لا محالة ان ظهر الذهب على سنام البعير او تحكمت عفطة تيس او شاع شهيق حمير !