«قلب الريشات».. تكوينات صخرية يحرسها الجن

استراحة 2020/11/17
...

  موريتانيا: وكالات
 
 
في ثلاثينيات القرن الـ20 كان عالم طبيعة أوروبي شاب يدعى تيودور مونو، يجوب منطقة آدرار في الشمال الموريتاني، مع مرافقين من سكان مدينة وادان التاريخية لاستكشاف الطبيعة هناك، ولم يكن الصحراويان يفهمان ما يبحث عنه الأجنبي غير أن أحدهما أخبره عن «قلب الريشات» ذي التكوين المختلف عن كل ما حوله.
وكان الاعتقاد السائد لدى الوادانيين - نسبة لمدينة وادان الموريتانية - أن تلك الدوائر الصخرية التي يحيط ببعضها ليست سوى مملكة للجن تخفي كنوزهم منذ عهد سليمان عليه السلام، وتحكي الأساطير أن ملك الجن نفسه يتجول ليلا على حصانه فيسمع وقع حوافره ولا يتمكن أحد من رؤيته، بحسب ما نقلته شبكة «سكاي نيوز» الإخبارية.
ويضيف موسى: «تروي الحكاية الشعبية أن رجالا شجعانا حاولوا الحصول على بعض الكنوز المخفية هناك، لكنهم اختفوا فلم يعثر لهم على أثر، واعتقد السكان أن الجن اختطفوهم فلم يجرؤ أحد على إعادة المحاولة»، عندما وصل عالم الطبيعة ومرافقاه إلى الموقع أصابه الذهول، حيث وجد نفسه وسط حفرة تحيط بها دوائر لا يدركها إلا باحث مهووس مثله، لا تشبه أي شيء سبقت له رؤيته، وأقام مونو أياما جمع خلالها بعض العينات من الصخور؛ وعند فحصها اعتقد أنه عثر على بركان جاثم منذ تسعين مليون سنة. وعاد بعد ذلك على رأس مجموعة من الباحثين لدراسة الجيولوجيا الطبيعية لموريتانيا، وظل يتردد على الموقع رفقة الباحثين الجيولوجيين حتى وفاته في فرساي في 22 من تشرين الثاني عام 2000، وعلى الجانب الاخر، وفي مقابل الأسطورة المحلية، حاول بعض الباحثين الغربيين ربط هذه الظاهرة الجيولوجية بمدينة أتلانتس، التي وصفها أفلاطون بأنها جزيرة تحيط بها أبنية دائرية، بعضها من الطين والبعض الىخر من الماء، اعتقدوا أن ما تظهره صور عين الصحراء هو نفس ما وصفه أفلاطون.
عندما اكتشف تيودور مونو قلب الريشات اعتبره بركانا نائما منذ ملايين السنين، ثم جاء الجيولوجي الفرنسي آندري كايي سنة 1946، ليقدم الأطروحة القائلة بأن أصل الظاهرة جاء نتيجة سقوط نيزك اصطدم بالأرض، وقد فند عالم الجيولوجيا الأميركي روبرت دييتز في العام 1969 هذه الأطروحة، مثبتًا أنه لا توجد أيّ مكوناتٍ جيولوجيّة مغايرة للمكونات السائدة والمعروفة في المحيط الجغرافي لعين مكان الظاهرة.
في العام 2008، قام الباحث الكندي غيوم ماتون من جامعة كبك الكندية، بدراسة معمقة لأكثر من 100 عينة صخرية، واستنتج أن الريشات عبارة عن قبة جيولوجية حصلت نتيجة انصهار عظيم تحت الارض وقع قبل 90 مليون سنة نتج عنه تشكل صخور نارية من كاربوناتايت، وكابرو وكيمبرلايت واتخذت شكل حفر دائرية على سطح الارض.