في محاولات جادّة – قامت على الدراسة والتحليل والمتابعة – من أجل تجاوز العمل الروتيني الممل الذي يُبدد الوقت ويُضعف الإنتاج والإنتاجية، تمكنت الإدارات الفنية والإدارية في البلدان المتقدمة أو تلك التي في طور التقدّم وبجهود خبراء ومختصّين في البحث والتطوير من وضع نظام عمل تنفيذي موحّد شمل جميع المؤسسات الإنتاجية وغير الإنتاجية؛ وقد أُطلق على هذا النظام تسمية ( إدارة الجودة والآيزو).
يُشارك في هذا النظام وبقناعة تامّة بعد تدريب نوعي، جميع العاملين من بدون استثناء ليكون نظامَ ادارةٍ شامل ويبدأ تطبيقه ابتداءً من الاستعلامات وحتى آخر حلقة عمل في المؤسسة، يقوم النظام على ترتيب الإجراءات الورقية- سواء كانت الإجرات تخص العمل الداخلي للمؤسسة أو للزبائن والمراجعين - بنماذج محددة، لا يجوز استعمال غيرها، كما أنَّ جميع الإجراءات التنفيذيّة والمسؤولين عن التنفيذ والتوقيتات الزمنية اللازمة للتنفيذ، هي الأُخرى محددة وموضّحة تفصيلاً في نماذج خاصة بها، وبذلك يتم تجاوز الهوامش الزائدة وغير الضرورية في العمل، كما يتم اختزال دورة العمل وتقليل وقت الإنجاز وبالتالي يتطوّر الإداء النوعي وترتفع الإنتاجية إلى مدياتها القياسية المعتمدة عالمياً.
إن قبول وتطبيق نظام ( إدارة الجودة والآيزو ) في المؤسسات التي لم تعمل به، يتطلب جهداً تثقيفيّاً يشمل جميع العاملين بما في ذلك الإدارات العليا، الفنية والإدارية. وهنا لابدَّ من وضع برنامج تدريبي واسع، يتضمن اقامة الدورات التدريبية والندوات التعريفية الموسّعة وتوفير المصادر من كُتب ونشريات تختص بإدارة الجودة والآيزو لتكون متاحة للجميع، كما أن الإطلاع على تجارب الآخرين في هذا المجال وملاحظة فاعلية النظام في أداء مؤسساتهم سيوفّران قناعة عالية تدفع باتجاه تطبيقه، ولكي يأخذ النظام طريقه إلى التطبيق الفعلي، لابدَّ من استحداث أقسام أو شُعب لإدارة الجودة والآيزو ضمن الهيكل الإداري للمؤسسة أو الشركة أو المديرية أو أي تشكيل إداري آخر، تضم ملاكات مختصّة ومدرّبة، ولكي يتحقق النجاح، فإن وعي الإدارات العليا وحماسها ودعمها لتطبيق النظام، يُمثل الخطوة الحقيقة في طريق هذا النجاح.