مخاطر الموجة الثانية من كورونا

آراء 2020/11/22
...

 د . صادق كاظم 
في الوقت الذي تتعامل فيه العديد من دول المنطقة بحذر شديد من مخاطر تفشي موجة وباء كبيرة وثانية  خلال فصل الشتاء الحالي وتتخذ تدابير احترازية متواصلة للحد منها ومواجهتها ما زلنا غير مهتمين بذلك ,حيث تكاد تغيب وبشكل كلي الاهتمامات والبيانات الحكومية التي كانت مستنفرة في الماضي لتوعية المواطنين وضرورة الالتزام بمعايير السلامة والتباعد الاجتماعي ,فضلا عن فرض الحظر على حركة التنقل لاوقات معينة وتهيئة المستشفيات والمراكز الطبية لمعالجة الحالات المصابة .التعامل الرسمي والشعبي الباهت والمتجاهل لخطورة الوباء مع الاحتفاظ بمعدلات عالية للاصابة تفوق معدلات الاصابة في دول مجاورة كالاردن ولبنان والسعودية وغيرها يؤشر اننا اصبحنا نسير نحو تبني معيار ثقافة مناعة القطيع , خصوصا ان عدد الاصابات بلغ النصف مليون وبمعدل ثابت يصل الى 4000 اصابة يوميا وهو رقم مرتفع نسبيا ويؤشر ان هناك بؤر للاصابة ما زالت من دون معالجة تسهم في نشر الوباء وسط لا مبالاة شعبية ,حيث بات من النادر مشاهدة المواطنين وهم يرتدون الكمامات ويلتزمون بمعايير الوقاية ويحرصون على سلامة انفسهم ومحيطهم .التحرك الحكومي يعد ضروريا لمراجعة اجراءات الوقاية والتشدد في تنفيذها مع وضع خطط بديلة والعمل على تنفيذها وبشكل يتناسب مع اوضاع البلاد مع الاستمرار في برامج التوعية الاعلامية والصحية من اجل تحذير المواطنين واقناعهم بضرورة الالتزام وعدم التهاون في حماية ارواحهم وضمان سلامتهم من خلال رفع الساعات التلفازية الاعلانية المحذرة والمنبهة والتي كانت نشطة في الماضي .العديد من دول المنطقة وبضمنها المجاورة لنا اخذت تشهد مؤخرا ارتفاع معدلات الاصابة عندها يوميا الى ارقام تصل الى نصف عدد الاصابات عندنا ومع ذلك لم تتهاون في حماية مواطنيها وبادرت الى اعادة فرض الاجراءات المتشددة التي تمنع المواطنين من حرية التنقل بين الاماكن والمناطق ,فضلا عن اغلاق الاماكن التي تشهد تجمعات وازدحامات كثيفة من اجل السيطرة ومنع تفشي الوباء بين المواطنين وحفاظا على ارواحهم وقد اعلنت الحكومات فيها ايضا بانها قد تعود الى اجراءات الاغلاق التام والكلي والذي كان مطبقا في بداية الازمة .العالم اليوم يرقب وباهتمام ظهور نتائج اللقاحات التي تعتبر المنقذ العظيم للتخلص من كورونا واخطارها ,لكن الوصول الى النتائج الحاسمة والقاطعة بمقدرتها على الشفاء ما يزال متارجحا وغير حاسم ,حيث ان هذه اللقاحات لم تنزل بعد الى مستوى الاستخدام النهائي ومع ذلك فان الامال بقدرتها على الشفاء من الوباء تبقى قائمة باعتبارها حائط الصد الاخير لمواجهة اخطر وباء عرفه العالم وما تسبب به من ازمات اقتصادية تجعل اليوم كل دول العالم على المحك .التهاون في مواجهة الوباء والقبول بسياسة الامر الواقع وترك المواطنين وبحسب ثقافاتهم يتعاملون معه ,ليس صحيحا ومن الممكن ان تتازم الامور ان بقيت الاوضاع على حالها من دون تدخل حكومي فاعل يعمل على تشديد التدابير والالتزام بمعايير السلامة والوقاية من اجل تدارك ما لا يمكن حدوثه او توقعه مستقبلا .