ا.د.عامر حسن فياض
في مقدمة كتابه الشهير “ تكوين الدولة “ كتب عالم الاجتماع الاسكتلندي ( روبرت ماكيفر ) بأن الدولة تستطيع ان تأخذ المكان الجدير بها في مجالس الامم اذا ما قادها “ رجال دولة الحكمة هاديتهم ورائدهم الاتزان “وهذا يعني ببساطة ان الدولة تستقيل عن تأدية وظائفها ودورها الدولتي بدون رجال دولة اما بالنسية للعراق الذي يسعى للأنتقال من كيان سياسي الى دولة مدنية فما هي علامات استقالة الدولة ؟ وما هي مخاطر هذه الاستقالة ؟ ان علامات استقالة الدولة العراقية عن تأدية وظائفها تبدو واضحة من خلال العوق المؤسساتي والعوز التشريعي والعبث بمصالح الناس وثروات البلاد والعجز في الاداء الحكومي عن تحقيق المنجز . اما مخاطر استقالة الدولة فأنها كثيرة لا تعد ولا تحصى وابرزها :-
_ خطر غلبة العناد السياسي على المنافسة
السياسي .
_ خطر غلبة الفوضى والجريمة والارهاب على حساب الاستقرار والامن .
_ خطر غلبة المستقوي بالاجنبي على المستقوي بالوطني .
_ خطر غلبة المحاصصة المقيتة على التوازن الوطني .
_ خطر تغول الفساد والمفسدين لصالح تقزم النزاهة والنزيهين .
_ خطر تعالي اصوات دعاة الفتنة الطائفية لصالح خفوت اصوات الافتتان بالمواطنة .
ذلك غيض من فيض المخاطر، ولكن عندما توشك الدولة ان تستقيل عن تأدية وظائفها وادوارها فمن الذي ينقذها؟ وكيف يمكن انقاذها؟
الجواب بسيط ولا يخرج عن قدرة الارادة الانسانية ومفاده ان المنقذين هم رجال دولة من العراقيين ورجل الدولة المنقذ هو ليس الذي يقال من منصبه بالقانون او بصندوق الانتخابات لتبقى مؤسسة الدولة وتشكيلاتها ووظائفها لغيره، بل هو البديل الاتي بالقانون او بصندوق الانتخابات المتجنب لعقوبة الاقالة والعزل من المنصب، والذي يتمتع، عند قناعته بعدم قدرته على تأدية وظائفه بخصلة الاقدام على الاستقالة الطوعية . عندها يستحق هذا المنقذ لقب رجل الدولة، ومن يكلف ويتشرف ويمتلك هذا اللقب يستحق اكثر من جائزة ديمقراطية .
انه يستحق جائزة ( الحوار السياسي ) طالما انه، كرجل دولة، ينتهج طريق الحوار بدلا من طريق القطيعة في تعامله السياسي .
كما ان من يحمل لقب رجل الدولة يستحق جائزة ( المنافسة السياسية ) طالما انه ينتهج طريق المنافسة بدلا من طريق العناد في تعامله السياسي
وانه يستحق جائزة( العمران السياسي )طالما انه ، كرجل دولة، ينتهج طريق بناء الجسور بدلا من طريق حفر الخنادق في تعامله السياسي .
واخيرا، فأن رجل الدولة يستحق جائزة( الرجل الاقل سوءا )طالما لا يدعي انه الاحسن ويعترف ويعمل بوصفه الاقل سوءا بدلا من الذي يدعي انه الاحسن ولا يعمل الا بوصفه
الاسوأ.