الصبي عباس: العوق زادني إصرارا على التألق رياضيا ودراسيا

الرياضة 2020/11/23
...

 الكوت: حسن شهيد العزاوي
لم يكن العوق الولادي الذي يعاني منه الصبي عباس عائقا امام تحقيق طموحاته لخوض بطولة الناشئين الدولية بلعبة الساحة والميدان، بعد ان لمس مدربه الذي يشرف على تدريباته بانه سيحقق ما يصبو اليه من خلال الاصرار على تطبيق مفردات الوحدات التدريبية في مضمار ملعب الكوت الاولمبي.
يقول رعد جاسم الغنيماوي لــ(الصباح الرياضي) :ان ولدي عباس ولد في العام 2011 بدون اطراف عليا، وبعد خوض عدة جولات بين مستشفيات البلاد ومن بينها مستشفيات كردستان في محاولة لزرع اطراف له، الا ان جميع المحاولات باءت بالفشل، لكن (عباس) لم يستسلم لوضعه حتى اعتمد على اقدامه في قضاء جميع متطلبات الحياة ومن بينها الاكل والشرب، حتى بدأت بالتفكير مليا حول مستقبله واي مدرسة يمكن ان تستقبله لاكمال تعليمه.
واضاف انه بعد اكمال الست سنوات من عمره بادر مدير عام تربية واسط بالموافقة على تسجيله في احدى المدارس الحكومية وتخصيص منضدة خاصة به في الصف لتعينه على اكمال واجباته المدرسية، ومنذ دخوله اليوم الاول في المدرسة اصبح ولعه يزداد برياضة الساحة والميدان، حتى اعجب به مدرس الالعاب في المدرسة ليزجه في منتدى ذوي الاحتياجات الخاصة لتنمية قابلياته الرياضية وتوجيهه على الطريق الصحيح لممارسة رياضة الساحة والميدان. 
عضو اللجنة البارالمبية فاهم عبود قال لــ(الصباح الرياضي): ان الصبي عباس رعد نال اعجاب المدربين والمسؤولين في النادي، من خلال التزامه بتوقيتات التدريب وتفوقه الدراسي في الوقت نفسه، مشيرا الى ان الله تعالى اخذ من عباس نعمة الاطراف العليا ومنحه نعمة الذكاء والفطنة والموهبة الرياضية التي قل نظيرها
 بين اقرانه.
وكشف عبود عن توقعه بمستقبل واعد في عالم رياضة الساحة والميدان للصبي عباس، واعداده اعدادا جيدا من اجل تهيئته للمشاركة في بطولة الناشئين عندما يصل عمره الى 14 عاما ومن ثم للمشاركة في البطولات المحلية والدولية، منوها بان الوحدات التدريبية مستمرة ومتواصلة بواقع نصف ساعة يوميا من اجل عدم ارهاق المتدرب.
واوضح ان وزارة الشباب والرياضة وعدت بتثبيت الصبي عباس على ملاك المنتخب في حال حصوله على بطولة محلية كون هذه الفئة قليلة في العراق، مؤكدا بان عباس يحتاج الى دعم الوزارة المادي والمعنوي.
عباس من جانبه عبر عن امله باحراز المركز الاول في البطولة الدولية لرفع اسم العراق عاليا بين المحافل الدولية، من خلال الاصرار والعزيمة على تحقيق الفوز،  من دون ان ينسى طموحه باكمال دراسته للحصول على شهادة الهندسة لتمتزج الرياضة والهندسة في ان واحد.
واضاف ان طموحي ليس له حدود، واعمل جاهدا من اجل المشاركة في البطولة والحصول على المركز الاول، لاثبت للعالم ان الارادة تفوق العوق، وانه لا شيء يقف امام اصرار وعزيمة الفرد ما دامت هناك عزيمة وارادة لقهر المستحيل.