{تك فيز}

آراء 2020/11/23
...

 بشير خزعل

الصيف الماضي تلظى العراقيون في مدن ومناطق العراق المختلفة من موسم الحر اللاهب وتصدعت رؤوسهم من حرب التصريحات، بين المنتقدين لوزارة الكهرباء والمدافعين عنها باعذار لم تنته منذ 17 عاما مضت، لكنهم تناسوا كعادتهم تلك المعاناة مع اول نسمة برد حلت بأجوائهم المتعبة بدخان المولدات الاهلية الجاثمة على أرصفة الشوارع  والساحات والمتجاوزة، حتى على حرمة المدارس وسط الاحياء السكنية، الحل الستراتيجي الذي ابتدعته بعض دوائر الكهرباء في مناطق واسعة من بغداد قبل اشهر، يبدو انه سيعمم على دوائر اخرى في الصيف المقبل، الا وهو مشروع (تك فيز)، بفولتية واطئة لتشغيل المبردات والاجهزة الخفيفة فقط، فأجهزة التدفئة والتكييف، لم تعد موجودة على قائمة وزارة الكهرباء ضمن الاجهزة الداخلة في الخدمة، لانها تستهلك امبيرية عالية!، احد الامرين على المواطن ان يختار بينهما، كهرباء ضعيفة، او بلا كهرباء، هذا واقع الحال في فصل الصيف، اما للشتاء فقصة اخرى لاتنتهي مع عطب اغلب (المغذيات).
 ومع هذه الجدلية التي لا نهاية لها مع حلول ترقيعية لتمشية الحال مع كل موجة حر، وموسم امطار، قد يسأل سائل، ما المعضلة الكبيرة التي استعصت فيها ازمة الكهرباء المزمنة على دولة مثل العراق، ولم تجد لها حلا منذ سنوات؟ اشهر البرد لا يوجد اقصر منها في بلادنا، فهي لن تتعدى خمسة اشهر، وستعاود سبعة اشهر حرها اللاهب فوق رؤوس العراقيين كل عام، وسيرجع( تك فيز) في كل محلة ومنطقة، وستظل ملوثات الانفس والاجواء واسلاكها المعدة للحرائق والازمات منتشرة في الشوارع والاحياء، مع جشع اصحابها على استغلال معاناة الناس، وطنية الكهرباء اصبحت مشكوكة بأمرها، ومثيرة للريبة والشك، ولم تعد عمليات الترقيع حلا مقنعا ولا مؤقتا يجرع الناس فيه السقم مع تقلبات الاجواء، فلم تعد الاذان تصغي لتبريرات المتحججين، الحلول الجذرية وان كانت ليست بالسهولة التي نعرفها هي بحاجة الى خطوات جريئة وشجاعة للاستغناء عن هدر مالي، كلف العراق أموالا طائلة، كانت تكفي لبناء منظومة كهرباء وطنية تسد الحاجة وتسهل مهمة الاعمار والازدهار، وبعيدا عن كل تفاصيل الاجور والاسعار والجباية التي نسمع عنها وتصبح شماعة لتبرير الاخطاء، المواطن العراقي اولا واخيرا لن يعارض اي منها لأنه يبحث عن كهرباء وطنية مستقرة بلا ألاعيب الفولتية والهرتيزية والتك فيز .