انتهت رحلة منتخبنا الوطني في نهائيات امم اسيا الجارية احداثها في الامارات بعد الخسارة امام قطر، وذهبت احلام الجماهير العراقية بالوصول للادوار النهائية ادراج الرياح، ليبدأ الانتظار اربع سنوات اخرى من اجل تجدد التنافس على اللقب القاري.. (الصباح الرياضي) سجلت اراء الزميلين الصحفيين يوسف فعل وفلاح الناصر بالمشاركة العراقية في كأس اسيا وابرز الاحداث التي رافقت تلك البطولة.
البداية كانت مع الزميل يوسف فعل الذي تحدث قائلا: لقد خسر منتخبنا مباراته امام نظيره القطري نتيجة اخطاء فردية وتكتيكية مشتركة، اسهمت بتوديع منتخبنا المنافسة الاسيوية، المشكلة التي عانى منها منتخبنا بمباراة قطر والتي قبلها كانت تراكمات تكتيكية وادارية، فالمدرب كاتانيتش ينتهج بشكل كامل اللعب بأسلوب التنظيم الدفاعي القوي 4 - 2 - 3 - 1 والاعتماد على الهجوم عن طريق ميمي الذي وجد نفسه وحيدا، وسط كماشة الدفاع القطري مبينا انه على الرغم من الصرامة الدفاعية لكاتانيتش، فقد قدم لاعبو منتخبنا الاداء الفني الجيد، لكن يعاب عليه فقدان الشجاعة الهجومية، والمجازفة في طرق المرمى القطري، الذي يشكو من الضعف في عمقه الدفاعي، وقد فات على كاتانيتش الاستفادة من تلك الثغرة الواضحة، واحراز هدف يعيد الامور الى نصابها ويريح الاعصاب.
واضاف ان الرياح جرت بما لا تشتهي سفن ابناء الرافدين الذين اضاعوا الافراح في دبي وعادوا الى الديار بخفي حنين ولكن فلسفة الساحرة المدورة لا ترحم كبيرا، ولا تقدر عزيزا، ولا تعترف بالعواطف والميول، لانها صاحبة القرار الاوحد، تنتصر لهذا وتطيح بالآخر، يساندها الافكار التدريبية الهائلة، والتخطيط الاداري الصحيح الذي تعاني منه كرتنا وحط من قيمتها كثيرا في نهائيات اسيا.
واشار فعل الى انه من الامور التي اسهمت بالخسارة والخروج المبكر الاخطاء التكتيكية من كاتانيتش بعدم زيادة النزعة الهجومية وتقديم المساندة لميمي لاختراف الدفاع القطري، والحديث معهم عن العقود السرابية، ولاسيما مع ميمي وهمام طارق وصفاء هادي وامجد عطوان وغيرهم، ما ادى الى التفكير الزائد عن الحاجة والرغبة بالحصول على العقود التي يسال لها اللعاب، ونتيجتها كانت سلبية على اداء اللاعبين في مباراة قطر، والمبالغة الفردية مع عدم التركيز في تطبيق الواجبات الدفاعية والهجومية مؤكدا انه من الامور المهمة ،كثرة اصابات اللاعبين همام طارق وبديله علي حصني ثم علاء مهاوي التي جاءت من دون احتكاك بدني، وانما خلل في العضلة التي تعطي الدليل على الضعف في الجانب البدني للاعبين على الرغم من وجود مدربين للياقة مما اصاب المنتخب بدوامة الاصابات التي كلفتنا الكثير من ابداعات همام ومهارة حصني ودفاع مهاوي. من جانبه قال فلاح الناصر: ان الملاك التدريبي لمنتخبنا الوطني بكرة القدم يتحمل الجزء الاكبر من وداعنا لنهائيات امم آسيا 2019 الجارية احداثها في الإمارات، فقد انتهج طريقة عقيمة وهي اللعب بمهاجم واحد إلى الامام، فكان مهند علي بين كماشة دفاعات إيران في الجولة الاخيرة لدور المجموعات، ثم قطر في دور الـ 16، واللعب بمهاجم واحد لم يؤهلنا إلى المضي بعيداً في بطولة كان الاجدر بملاكنا التدريبي بقيادة المحترف السلوفيني، ستريشكو كاتانيتش، ان يتعامل معها بثقة، لا ان يكون متردداً في الاداء وعدم مواجهة المنافسين بطريقة هجومية، لاسيما مباراتنا امام إيران التي كان مطلوبا منه اللعب باسلوب هجومي من اجل اعتلاء صدارة المجموعة الرابعة، لكي لا نلاقي قطر منوها بانه حدث ما حدث وبالتالي ودعنا البطولة، كما لا يمكن ان يمر مرور الكرام ما واجه لاعبينا من اجهاد واصابات، اذ شهدت المباراة الاخيرة امام قطر تعرض 3 من ابرز العناصر الفعالة للإصابة.
واشار الى ان السبب الاخر في وداع اسود الرافدين للمحفل القاري، هو الهالة من جانبي الجماهير والإعلام للاعبينا الشباب، وفي مقدمتهم، مهند علي الملقب بـ (ميمي)، فكثرت الانباء بوجود سماسرة من دوريات إيطالية والمانية واسكتلندية للفوز بخدمات ميمي، الامر الذي اسهم بشكل سلبي في التاثير بالجانب المعنوي للاعب الشاب مما وضعه تحت ضغط كبير وكان اشبه بالغائب في مباراتي إيران وقطر، في وقت كانت فيه الامال معقودة عليه بشكل كبير لقيادة خط الهجوم ليكون خليفة السفاح يونس محمود في هذه البطولة.