تخفيضات الجمعة السوداء

منصة 2020/11/25
...

ايفون يؤارش

لجائحة كورونا تأثير في كل محافل الحياة كما هو تأثيرها في كل المناسبات والأعياد في أميركا، وإحدى هذه المناسبات هو تخفيضات الجمعة السوداء الذي يصادف يوم السابع والعشرين من شهر تشرين الثاني، إذ تشهد المحال التجارية إقبالاً كبيراً عليها في هذا اليوم، إلا أنه في هذا العام ستكون غالبية التسوق عبر النت لتجنب الزحام.

في كل عام يشير تجار التجزئة في يوم الجمعة السوداء إلى توفر "كميات محدودة" تحت صفقات أو تنزيلات معينة. لذا يحاول معظم الناس الحصول على مكان لهم في مقدمة طابور طويل كي لا تفوتهم فرصة الحصول على هذه الصفقات الكبيرة. كما يجب على المتسوقين البحث عن متاجر بها ضمانات حماية الباب في بعض الحالات لمنع حدوث المشاجرات والتدافع الذي يحدث في كل عام والذي يودي بحياة 
الكثيرين.
الجمعة السوداء هو اليوم الذي ينتظره غالبية الأميركيين لإنفاق مبالغ طائلة على بضائع هم في الواقع ليسوا بحاجة إليها، ليس هذا فحسب إنما بإقبالهم الكبير هذا للإنفاق يخدمون تجار التجزئة الذين يستفادون أكثر من المستهلكين في هذا اليوم، لأنه عادة ما تكون البضائع التي تُجرى التخفيضات عليها منتجات قديمة ويحتاج التجار بين فترة وأخرى الى التخلص من مخزونها في المستودعات.
أما سبب إطلاق تسمية الجمعة السوداء فهو متعلق بقصصٍ كثيرة فقد ظهر مصطلح "الجمعة السوداء" لأول مرة على إثر الأزمة المالية وعلى وجه التحديد، حينما انهار سوق الذهب الأميركي في 24 أيلول عام 1869. عندما قام اثنان من الممولين المشهورين في وول ستريت، جاي جولد وجيم فيسك، بشراء أكبر قدر ممكن من ذهب البلاد، بهدف رفع السعر إلى عنان السماء وبيعه لتحقيق أرباح مذهلة. لكن في تلك الجمعة من شهر أيلول فشلت مخططاتهم، ما أدى إلى سقوط سوق الأسهم وإفلاس الجميع من بارونات وول ستريت إلى 
المزارعين.
في السنوات الأخيرة، ظهرت قصة أخرى أعطت لمسة قبيحة بشكل خاص للتقاليد، مدعية أنه في القرن التاسع عشر كان بإمكان مالكي المزارع الجنوبية شراء العبيد بخصم في اليوم التالي لعيد الشكر. على الرغم من أنَّ هذه القصة قد دفعت البعض للدعوة إلى مقاطعة عطلة البيع بالتجزئة، إلا أنه ليس لها أساس من الصحة. ومع ذلك فإنَّ القصة الحقيقيَّة وراء الجمعة السوداء ليست مشمسة كما يعتقد تجار التجزئة. في الخمسينيات من القرن الماضي، استخدمت الشرطة في مدينة فيلادلفيا مصطلح الجمعة السوداء لوصف الفوضى التي أعقبت اليوم التالي من عيد الشكر، عندما تدفقت جحافل من المتسوقين في الضواحي والسائحين الى المدينة قبل مباراة كرة القدم الكبيرة بين الجيش والبحرية التي أقيمت في ذلك الوقت حيث تحتم على رجال شرطة فيلادلفيا العمل في نوبات طويلة جدًا للتعامل مع الحشود الإضافية وحركة المرور. كي لا يستغل السارقون الفرصة لسرقة المتاجر. بحلول العام 1961، انتشرت "الجمعة السوداء" في فيلادلفيا، إلى الحد الذي حاول فيه التجار في المدينة تغييرها إلى "الجمعة الكبيرة" من أجل إزالة الدلالات السلبية. لم ينتشر المصطلح إلى بقية أنحاء البلاد إلا بعد ذلك بكثير، ومع ذلك لم يكن شائعًا في العام 1985 في جميع أنحاء البلاد. في وقتٍ ما في أواخر الثمانينيات، وجد تجار التجزئة طريقة لإعادة اختراع الجمعة السوداء وتحويلها إلى شيء ينعكس إيجابًا، وليس سلبًا، عليهم وعلى عملائهم. والفكرة القائلة بأنَّ اليوم التالي لعيد الشكر أي الجمعة السوداء هو المناسبة التي حققت فيها متاجر أميركا أرباحًا في 
النهاية.