قدم الدفاع الصيني مجموعة هدايا لهجوم إيران فحسم الأخير مواجهتهما بثلاثية نظيفة، لتضرب موعدا في نصف نهائي كأس آسيا 2019 في كرة القدم مع اليابان المستفيد من اعتماد تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم للتغلب على فيتنام بهدف.
ومن خطأين مبكرين على ملعب محمد بن زايد في أبوظبي، سجل مهدي طارمي (18) وسردار أزمون (31) هدفين لإيران حسما المواجهة منطقيا في شوطها الأول، قبل أن يضيف البديل كريم أنصاري فرد الثالث من خطأ دفاعي أيضا (90+1) أمام عشرين ألف متفرج.
وأعلن الإيطالي مارتشيلو ليبي بعد المباراة انتهاء مشواره مع الصين معربا عن أسفه للاخطاء التي ارتكبها دفاعه، وقال «قدمنا اداء جيدا في هذه البطولة والخسارة ضد ايران توقعها كثيرون لأنهم أقوى منا. لكن بالنسبة لي من غير المقبول ارتكاب هذا الكم من الاخطاء».
وتابع ليبي الذي حاول تصحيح الامور بتبديلين في الشوط الاول، خطابه رافضا تلقي اسئلة من الصحافيين «تشرفت بتدريب فريق كبير في بلد مثل الصين. قدمت كل ما في وسعي في هذه الفترة كي أقوم بتحسين الفريق. نجحت في جزء وكنت آمل في انهاء هذه المغامرة بطريقة افضل. يمكنك أن تخسر لكن ليس بهكذا أخطاء».
وعجزت الصين، وصيفة 1984 و2004، عن تكرار ما قامت به أمام قرغيزستان في الدور الاول وتايلاند في الثاني، عندما قلبت تأخرها بفعل تبديلات ليبي (70 عاما) بطل العالم مع إيطاليا في 2006.
وبلغت إيران، حاملة اللقب 3 مرات 1968 و1972 و 1976 نصف النهائي للمرة الاولى بعد 2004 عندما خسرت أمام الصين تحديدا بركلات الترجيح، وهي لم تهتز شباكها حتى الآن في خمس مباريات.
بدوره، قال البرتغالي كارلوس كيروش مدرب إيران منذ 8 سنوات «تشرفت بالوقوف في مباراة واحدة مع ليبي. تطلبت المباراة مجهودا ذهنيا كبيرا لايقاف الفريق الصيني».
لكنه عبر عن انزعاجه عن منع طارمي من الحضور مع فريقه الى الملعب في نصف النهائي لايقافه «أطالب الاتحاد الاسيوي عدم اعتبار من ينال بطاقتين صفراوين بخطأين رياضيين مجرما. اتفهم ايقافه لكن عدم السماح له بالقدوم مع زملائه ومشاركة أرض الملعب أمر غير طبيعي. أطالبهم بمراجعة هذه القرارات».
اليابان وفارق الهدف
وعلى وقع قرارين حاسمين من تقنية الفيديو، بلغ اليابان نصف النهائي للمرة السادسة في تسع مشاركات بفوزه الصعب على فيتنام 1 -صفر في دبي.
وشهدت المباراة تطبيق تقنية الفيديو والتي أقرها الاتحاد الاسيوي لاول مرة بدءا من ربع النهائي، وقد لجأ اليها الحكم الاماراتي محمد عبدالله مرتين، الاولى لالغاء هدف سجله قائد اليابان مايا يوشيدا (24)، والثانية باحتساب ركلة الجزاء التي جاء منها هدف الفوز عبر الشاب ريتسو دوان (57).
وقال يوشيدا:» هذه هي تقنية (في ايه آر) مرة تكون الى جانبك وأخرى ضدك، ولكنها تؤمن العدالة».
وتابع اليابان عروضه العادية، وأصبح أول فريق يفوز في 5 مباريات تواليا بفارق هدف، وذلك على حساب تركمانستان وعمان واوزبكستان في دور المجموعات، والسعودية في دور الـ16 وفيتنام في ربع النهائي.
وعلق يوشيدا على الانتصارات الهزيلة لليابان «لم نسجل أهدافا كافية في المباريات ولكن فزنا».وأكد مدافع ساوثمبتون الانكليزي «لسنا راضين عن مستوانا في البطولة، لكن هذه الامور تحصل في كرة القدم، ويجب أن نكون أقوى في نصف النهائي».
أما المدرب هاجيمي مورياسو الذي تابع سلسلة انتصاراته بعد حلوله بدلا من اكيرا نيشينو اثر انتهاء مونديال روسيا حيث بلغ دور الـ16 فقال «لا يهم كيف تفوز، الأهم أن تتأهل».
بدوره، أكد فيتنام الذي خسر للمرة الثانية أمام اليابان في تاريخ مواجهاتهما في كأس اسيا بعد الاولى 1-4 في نسخة 2007، مدى التطور الذي طرأ على ادائه تحت قيادة المدرب الكوري الجنوبي بارك هانغ -سيو.
وكان المنتخب المعروف باسم «التنين الذهبي» يحلم بالتأهل لاول مرة الى ثاني دور اقصائي في كأس آسيا، بعدما خرج من ربع نهائي 2007 (أول دور اقصائي اقيم في تلك النسخة) بالخسارة امام منتخب العراق الذي احرز اللقب لاحقا صفر-2. وقال حارس المرمى دانغ فان لام أحد أبطال الفوز على الاردن في دور الـ16 بركلات الترجيح وتحقيق أول فوز لبلاده في دور اقصائي «قدمنا مباراة جيدة امام اليابان وخسرنا فقط بركلة جزاء.. نحن راضون عن انفسنا». وشهدت الدقيقة 24 احتساب اول حالة رجوع الى التقنية في تاريخ كأس اسيا بعدما سجل يوشيدا هدفا احتسبه الحكم الاماراتي محمد عبدالله في البداية، قبل أن يلغيه بعد الرجوع الى التقنية وذلك للمسه الكرة بيده عندما ارتقى برأسه لركنية غاكو شيباساكي.
وطبع فيتنام نهاية الشوط الاول بنكهته من دون ادراك الشباك. وعادت «فار» للتدخل للمرة الثانية في المباراة، بعدما عرقل بوي تيين دونغ مدافع فيتنام الياباني دوان، لكن محمد عبدالله امر بمتابعة اللعب ثم احتسب ركلة جزاء بعد الرجوع الى التقنية سددها مهاجم خرونينغن الهولندي بنجاح (57)، لتسجل اليابان هدفها الخامس عشر من ركلة ثابتة منذ 2011.
