احصائيات الانتحار مهولة ومخيفة، على المستوى الدولي والمحلي، حيث تشير منظمة الصحة العالمية الى انتحار شخص كل اربع ثوان ويقابله (20) شخصا فشلوا في تحقيق الانتحار، واما الاحصائيات الرسمية في العراق، فانها بلغت لغاية ايلول من عام 2020 (301) وبحسب احصائية مركز غالوب للدراسات الدولية لعام 2018 حلّ العراق رابعا عالميا واولاً عربيا، وقد اشارت جميع المنظمات المعنية الى أن تلك البيانات، هي أقل بكثير من الواقع بسبب اخفاء الانتحار، كسبب للوفاة من قبل ذوي الضحايا لتلافي العار، الذي قد يلحقهم بسبب تحريم الانتحار دينيا او بسبب اللوم والانتقاد الاجتماعي لتقصيرهم بحق
الضحية.
تعددت اسباب الانتحار بين الامراض النفسية وتعاطي المخدرات والفقر والبطالة والفشل في الدراسة والعلاقات الزوجية، ونجد أغلب هذه الاسباب يرجع الى الحكومة، التي لم تضع سياسات ناجعة في تأمين فرص العم، كما ان انتشار تعاطي المخدرات دليل آخر على فشل الحكومة في الحد منها، او تأمين وسائل تحد من التعاطي المذكور، كانشاء مراكز اجتماعية ومكتبات عامة ومتنزهات ترفهية وفعاليات رياضية متنوعة، واذكر جيدا في سبعينيات القرن الماضي كيف كانت تلك المؤسسات ملاذا للشباب من الانحراف، فضلا عن دورها في تنمية الوعي الثقافي وبناء اللياقة البدنية
والصحية لهم.
اما الفشل الدراسي فقد شخص المختصون التربويون اسباب فشل العملية التربوية، من حيث اساليب التدريس والبنى التحتية، وكيفية انقاذها وما يترتب عليها من انتحار شبان بعمر
الورود.
واما العلاقات الزوجية الفاشلة فاجبار الفتيات والفتيان على الزواج، من دون رغبتهم يتطلب اعادة النظر فيها من قبل الآباء والامهات وتسليط الضوء عليها من قبل جميع الفعاليات
المجتمعية.
ليس للمنتحر خيار اخر وهذا ما أكده بعض الناجين من محاولة الانتحار، وهذا ما يجب العمل عليه من قبل الجميع، حكومة ومجتمعا وافرادا في اتاحة خيار ينقذهم من الانتحار، وقد تشملهم الآية الكريمة « وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً « وتحصّنهم آية أخرى « مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ
جَمِيعًا».