يتحرك القطب الشمالي المغنطيسي للارض منتقلاً بسرعة اكبر من المتوقع مسبباً الحيرة للعلماء المتخصصين بتتبع حركته. فكوكبنا الارضي يحيط به حقل مغنطيسي يعتقد ان منشأه التيارات الكهربائية المتولدة في مركز الارض الذي يتكون من كرة صلدة من الحديد تحيط بها المعادن السائلة. هذا الحقل المغنطيسي هو احد اسباب ازدهار الحياة على الارض لأنه يطرد عنها الرياح الشمسية وبذلك يحمينا من اشعاعاتها الضارة. الحقل المغنطيسي الارضي دائم التغير، قطبه الشمالي يقع حالياً فوق كندا ولكنه يزحف ببطء نحو سيبريا. إلا ان وكالة ناسا اعلنت في الاعوام الاولى بعد 2000 ان سرعة تحركه قد ازدادت بنحو 40 كيلومتراً في السنة. يجري تتبع التغيرات في موقع القطب المغنطيسي للارض عن طريق ما يسمى "النموذج المغنطيسي للعالم" وهو يستخدم في الملاحة بشكل واسع من قبل وزارة الدفاع الاميركية وكثير من انظمة الملاحة المدنية كذلك، ويخضع للمراجعة المنتظمة بسبب التغيرات المستمرة المشار اليها.

صدرت احدث نسخة من النموذج المذكور في العام 2014 وكان المفروض ان تحتفظ بدقتها حتى العام 2020 ولكن المعنيين اجبروا على مراجعتها في شهر ايلول الماضي بعد ورود بيانات من المستخدمين مفادها بأن النسخة لم تعد تعمل بدقة في المنطقة القطبية.

اليوم سيتوجب تعديل النموذج مرة اخرى، وسوف يعقد مؤتمر لدراسة هذه الحالة في 30 كانون الثاني. يقول "آرانود شوليات" الاستاذ في الجيومغنطيسية بجامعة "كولورادو بولدر" ان نسبة الانحراف مستمرة في التزايد، الامر الذي اوقع العلماء في حيرة وجعل الخبراء يتساءلون عن حقيقة ما يجري. تقول مجلة "نيتشر" إن نبضة جيومغنطيسية وقعت تحت اميركا الجنوبية في العام 2016 تسببت في تحريك الحقل المغنطيسي حركة غير متوقعة فاقمت من آثارها حركة القطب الشمالي المغنطيسي. يقول الاستاذ شوليات إن تحرك القطب بسرعة يعرض المنطقة لانحرافات كبيرة.

يحاول العلماء الان تفسير السبب وراء تحرك الحقل المغنطيسي بهذه السرعة عن طريق تحري حدوث نبضات جيومغنطيسية كتلك التي وقعت في 2016 والتي يعتقدون ان سببها كانت الموجات "الهايدرومغنطيسية" المنبعثة من مركز الارض.

عن مجلة نيوزويك