اليوم.. جلسة طارئة في مجلس الأمن بشأن فنزويلا

قضايا عربية ودولية 2019/01/25
...

عواصم / وكالات  
يعقد مجلس الامن اليوم السبت جلسة استثنائية بشأن الوضع في فنزويلا وذلك بعد ان رفعت البعثة الأميركية لدى الأمم المتحدة طلبا رسميا بهذا الشأن.
وأوضحت البعثة، عبر منشور على حسابها في «تويتر»، أنها طلبت عقد الجلسة عند الساعة التاسعة صباحا بالتوقيت المحلي، أي الساعة السابعة  مساء بتوقيت بغداد. 
وسبق وان أكد مندوب جنوب إفريقيا في الأمم المتحدة، جيري ماتجيلا،  احتمال عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة اليوم السبت، بشأن فنزويلا : «للإجابة عن السؤال ما إذا كان الوضع في فنزويلا يهدد السلم والأمن الدوليين، فإننا بحاجة للاستماع لما سيقوله مايك 
بومبيو». 
وكان رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان غوايدو قد أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، أمس الاول الخميس، بالتزامن من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافه بغوايدو بالصفة 
المذكورة.
من جهته، أعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو عن قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الولايات المتحدة، ورفضه لـ «الخطة الأميركية لفرض حكومة عميلة على فنزويلا»، في حين أرجع الرئيس الفنزويلي، نيكولاس مادورو، مسألة تنصيب خوان غوايدو رئيساً للبلاد إلى القضاء.    
من جانبه رفض الجيش الفنزويلي أن يتولى غوايدو مهام رئاسة البلاد، مؤكدا دعمه للرئيس الحالي، فيما وصف وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بودرينو ما تشهده البلاد الآن بمحاولة انقلاب على السلطة الشرعية. 
 
«الرئيس المؤقت»
الى ذلك، قال رئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، إنه لا يستبعد إصدار عفو عن نيكولاس مادورو.
وفي جوابه على سؤال بشأن إمكانية إصدار عفو يشمل مادورو، قال غوايدو في مقابلة صحفية عبر «سكايب»: «لا يمكننا أن نستبعد أي شيء، لكن يجب علينا أن نكون حازمين في المستقبل، وقبل كل شيء معالجة الوضع الإنساني الملح».
ويتهم زعيم المعارضة الرئيس مادورو بالمسؤولية عن سقوط القتلى خلال التظاهرات ضد النظام التي سقط فيها 26  شخصا، حسب المنظمة غير الحكومية «المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية». 
وبعد إعلان غوايدو نفسه «رئيسا مؤقتا للبلاد» بدقائق فقط، اعترف الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة على «تويتر» به، واصفا حكومة مادورو بأنها «غير شرعية».
وإلى جانب الرئيس الأميركي، أعلن رؤساء كل من الأرجنتين وكولومبيا وكندا والإكوادور وباراغوي والبرازيل وتشيلي وبنما وكوستاريكا وغواتيمالا تأييدهم لغوايدو رئيسا مؤقتا للبلاد «ريثما تجري انتخابات ديمقراطية وشفافة»، على حد قولهم. 
وكان البرلمان الفنزويلي المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة في البلاد، ووعد في 15  كانون الثاني بإصدار «عفو» عن الجنود الذين لا يعترفون بحكومة مادورو. 
 
تحذير أممي
حذرت مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، من «خروج الوضع عن نطاق السيطرة»  
وطالبت ميشيل باشيليه، مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان،  بتحقيق مستقل في استخدام قوات الأمن للقوة المفرطة في فنزويلا، مستشهدة بأنباء عن سقوط 20  قتيلا، واحتجاز أكثر من 350 شخصاً، في احتجاجات هذا الأسبوع.
وأصدرت باشيليه، التي كانت يوماً رئيسة لدولة تشيلي، بياناً قالت فيه، وفق ما ذكرت وكالة «رويترز»: «أشعر بقلق بالغ من أن يخرج الوضع عن نطاق السيطرة سريعاً في فنزويلا، بما لذلك من تبعات كارثية».
 
تأييد الجيش
من جانبه أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو أن الجيش الفنزويلي لن يعترف بإعلان رئيس البرلمان المعارض خوان غوايدو نفسه رئيسا للبلاد.
وكتب بادرينو في حسابه على موقع «تويتر»، أن «جنود الوطن لا يقبلون برئيس مفروض في ظل مصالح غامضة أو أعلن نفسه رئيسا بطريقة غير قانونية».
وأكد أن القوات المسلحة الفنزويلية «تدافع عن دستورنا وتضمن السيادة 
الوطنية».  
دعم روسي
في الوقت نفسه أعرب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، دعمه لنظيره الفنزويلي، نيكولاس مادورو، في مواجهة ما اعتبره تدخلا خارجيا تخريبيا في شؤون فنزويلا الداخلية.
وذكر الكرملين، في بيان، أن بوتين أبدى» خلال اتصال هاتفي مع مادورو، «دعمه للسلطات الشرعية في فنزويلا في ظروف تصعيد الأزمة السياسية الداخلية التي تمت إثارتها من الخارج». 
ودعا الرئيس الروسي خلال المكالمة إلى «إيجاد الحلول ضمن الإطار الدستوري وتجاوز الخلافات في المجتمع الفنزويلي عن طريق الحوار السلمي».  
بدوره أكد مسؤول في وزارة الخارجية الروسية استعداد موسكو للتوسط بين السلطة والمعارضة في فنزويلا إذا تطلب الوضع وساطتها.
وفي حديث لوكالة «نوفوستي»، قال مدير قسم أميركا اللاتينية بالوزارة ألكسندر شيتينين: «لقد أعلنا أننا مستعدون لبذل هذه الجهود إذا كانت هناك حاجة إليها، ولا يعتبر هذا الأمر مشكلة بالنسبة لنا».
وذكر الدبلوماسي أن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قال أمس الاول الخميس إن روسيا مستعدة للتعاون مع كل القوى السياسية المسؤولة والجهات الفاعلة الخارجية، وأنها مستعدة لتسخير كل وزنها السياسي من أجل بناء الحوار بين الحكومة والمعارضة 
في فنزويلا. 
 
اعتراف أميركي
من جانبه قال جون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي: إن واشنطن تركز اهتمامها على قطع الإيرادات المالية عن رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، وحكومته.
وأضاف بولتون في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض، امس الجمعة أن ذلك يأتي انسجاما مع اعتراف بلاده برئيس البرلمان الفنزويلي، خوان غوايدو، رئيسا مؤقتا، وذلك بحسب صحيفة «نيويورك بوست» الأميركية. 
وتابع بولتون أن خطوات أخرى في الاتجاه ذاته تتم دراستها حاليا؛ واصفا الأمر بـ»المعقد»، وبأن الولايات المتحدة تحاول تضييق الخناق على مادورو، والاعتراف بغوايدو.
وتشهد فنزويلا توترا متصاعدا إثر إعلان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد، الأربعاء، وإعلان الرئيس المنتخب، مادورو، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، متهما إياها بتدبير محاولة انقلاب ضده.
بدوره سارع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إلى الاعتراف بزعيم المعارضة رئيسا انتقاليا، وتبعته دول في المنطقة.
من جانب آخر؛ أيدت كل من روسيا وتركيا والمكسيك وبوليفيا شرعية مادورو، الذي أدى قبل أيام اليمين الدستورية رئيسا لفترة جديدة من 6  
سنوات.
تجدر الإشارة إلى أن واشنطن توعدت مرارا، في الآونة الأخيرة، بالعمل ضد مادورو، فيما اتهمها الأخير بمحاولة اغتياله أو إدخال البلاد في اضطرابات، كما اتهم معارضين بالتآمر ضده مع الولايات المتحدة ودول إقليمية.
وتعيش البلاد منذ سنوات أزمات اقتصادية خانقة تصاعدت في الأشهر الأخيرة، ما فاقم الاستقطاب السياسي ودفع الآلاف إلى التظاهر ضد السياسات الحكومية.     
  
 حصيلة التظاهرات  
وذكرت وسائل إعلام فنزويلية، امس الجمعة أن قوات الأمن أوقفت 268 شخصا خلال التظاهرات المستمرة في البلاد منذ مطلع الأسبوع الجاري، في حين زعمت مصادر معارضة توقيف 364 شخصاً ومقتل 26  شخصاً. 
وبحسب صحيفة «Ultimas Noticias” المقربة من الحكومة بفنزويلا، أعلن قائد وحدة الدفاع الستراتيجي للمنطقة الشرقية وليام سيرانتيس بينتو، توقيف 268 شخصا شاركوا في أعمال عنف خلال الأسبوع 
الجاري. 
من جهتها، قالت منظمة «فورو بينال» الحقوقية المعارضة للحكومة الفنزويلية في بيان، إنه تم توقيف 320 شخصا خلال التظاهرات التي جرت بعد تجمع للمعارضة، أعلن خلاله رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد.
وأشارت المنظمة التي تضم محامين من مناطق مختلفة في البلاد، إلى أن إجمالي عدد الموقوفين منذ مطلع الأسبوع الجاري بلغ 364 شخصا.
بدوره، ادعى مركز رصد المشاكل الاجتماعية المعارض في فنزويلا، مقتل 26 مواطنا خلال الأحداث التي شهدتها البلاد منذ مطلع الأسبوع الجاري، بينهم 7 في العاصمة 
كاراكاس.